كنتُ بالأمسِ أرنو البدر المنير عِشاءَ
فإذا بين النجومِ همساً وغيرةً وضياءَ
في الغدوِّ تستحي النجوم وتذهبُ خباءَ
إلا نجمةٌ إذا هلَّت الشمس تزداد جلاءَ
تتسابق النجوم إلي القمر غزلا وعناءَ
ماعداها تعلو القمر شموخاً واعتلاءَ
تري لِمَ النجمة ترْقبني صباحا ومساءَ
رنوتها فأوحت بطرفها إلي ربوةٍ غنَّاءَ
ثمَّ قالت عاشقةٌ أهيم فيك شوقاً وصفاءَ
لأسرقنَّ عينيك التي رنوتهن بها خفاءَ
ولأرقُبنَّكَ خلسة إيَّاكَ حتي نكون سواءَ
أنا نجمة أملك الشمس والقمر والبيداءَ
ولإن عصيتني لأقتلنك وأشرب الدماءَ
فيرتوي بالحب من في الأرض والسماء
إياكَ أن تسمعني بأذنٍ وأخري بها صماءَ
أو تغض الطرف عني جهلا بحبي وكبرياءَ
عندها لن ينفع حذرٌ مني ولا ماءً ولاهواء