( للحب نُكهة الأقحوان )يزداد رصيد الود بين الناس كلما كان ظن الأول بالآخر كظن الآخر بالأول ! كلاهما يتمنى لأخيه وحبيبه ما يتمناه لنفسه ! والتمنى للنفس لا تتسع له الدنيا كلها من الحب والجمال والعيش الرغيد ! لهذا تتألق المودة وتتشعب جمالاتها حين تحب أن تعطي أكثر من أن تأخذ ! لأن الأخذ يتسم أحياناً باليد السفلى ! فالقلوب العالية هي التي تفكر كيف تنقذ لا كيف تأخذ ! وما من مجتمع تعلو فيه قيمة العطاء على الأخذ فتراه يصاب بعلة تأخذ من قوّته وقُوْتِه ! وصدق شاعر عروبتنا حين قال : يا لهف نفسي على مالٍ أجود به على المقلّين من أهل المروءات ! إن اعتذاري الى من جاء يسألني ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات ! ولله در القائل ( فلا نزلت بأرضي ولا سمائي غمائم ليس تنتظم البلادا ! بهذه المشاعر تتأصل صفات الحب النبيل فتضحك مع الناس وأنت تبكي ولا تدري لمَ تضحك لكنك تدري علام تبكي ! أفرح الله قلوب المحبين وصرف البكاء عن المحسنين ! ( وصفي المشهراوي )