[ 25 ] خطوة مباركة على طريق نشر الوعي الثقافي
------------
اسمحوا لي أيها الأحباب أن أجيب عن بضعة أسئلة كانت قد وردتني ضمن تعليقات بعض الأصدقاء فيما يخص قوانين الحركة الكونية
فالسؤال الأول : أليست حركة الإنسان
هي جزء من منظومة الحركة الكونية ؟! و لئن كان الأمر كذلك ! فهل هذا يعني أنه لا حيلة للفرد من الناس في تسطير أفعاله ؟! ثم ألا يعني ذلك أن سلوك الواحد منا مرسوم له ضمن إطار لوحة الكون العظيم ؟!
قلت في نظرية النطق : الله تعالى يوم
أن خلق الأشياء الكونية جميعا ألزمها حركة مقدرة بقدر و مقدار و تقدير فما من شيء كوني بإطلاق يمكنه الخروج عن نطاق الحركة التي ألزمه الله تعالىى بها بما في ذلك حركة الإنسان الذي لا يزال يتحرك ضمن مسارات مرسومة له
فهذا هو العلم بمعناه الدقيق حيث أن العلم من العلامة المضفاة على الشيء الكوني . و تمثيل ذلك : أرأيتم لو أن رجلا
أراد أن يبني دارا ، فهل يشرع بالبناء بمجرد استجراره لمواد البناء ؟! أم أنه
يضع مخططات في أول عمل يقوم به ؟
و لله المثل الأعلى فربنا جل و علا خلق الأشياء الكونية جميعا و منح لكل شيء
اسمه و هيئته و مكوناته و نعوته و حركته ثم جعل ذلك كله في كتاب فذلك هو الكتاب المحفوظ الذي يجري العمل
بمقتضاه منذ أن خلق الله السموات و الأرض و إلى أن تقوم الساعة بإذن الله
فعندها ينحى هذا الكتاب جانبا ( و وضع الكتاب و جيئ بالنبيين و الشهداء ) [ الزمر 69 ] و عندها تتجلى مقالة الحق جل و علا : ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) [ فاطر 16 ] فلم تعد الأشياء الكونية عند ذاك تمضي بحسب ما هو مدون لها في الكتاب .
و سأبين لكم في منشور لاحق بإذن الله تعالى المراد بقوله تعالى : ( يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب ) [ الرعد 39 ]
وكتب في كتابه نظرية النطق : يحيى محمد سمونة . حلب