ضمّدْ جراحك
ضـمّد جـراحك واترك ذكر من قذفوا ... ومـا يسوءك من حقد لمن سخُفوا
ولست تُرضي البرايا في مشاربهم ... شـتـى مـآربهم , تَـرضى وتـختلف
لـئن أصـبتُ بـقولي كـان ذا شـرف ... وإن تـعـثّـر حـظـي خـانـه الـشـرف
يــا ربَّ يــوم ضـمرت الـحب أنـظمه ... ومـــا رمـيـت إلــى ذنــب فـأقـترف
بـيـض ضـمـائرنا مــن كــل شـائـبة ... وقـد يـؤازر ذو الإخـلاص مـن عـرفوا
أنــام مــلء جـفـونٍ فــي قـنـاعتها ... والله أخـشـى إذا أخـطـأت أرتـجـف
ومـــن تــكـون لـــه الـدنـيا مـواتـية ... تــأتـي إلــيـه بــيـومٍ كــلـه هـــرف
ومــن يـعمّر فـي مـال وفـي سـعة ... لابـــد يـرمـيه فــي أحـوالـه خــرف
الـناس تبلى فهل في الناس مدكر ... ومــا رأيــت كـما الإحـسان أغـترف
إن رام حـاسدنا مـا رام مـن حـسد ... أو إن رمــانـا بــمـا يـهـواه مـهـترف
يــا طـالـما قـصّـرت مـنـي مـجاوبة ... خـوفـا مــن الله لا جـبـن ولا صـلف
والشعر ملكي وطوع الكف يعرفني ... وقــد رضـعت لـها الأشـعار أحـترف
إن شـئت كنت جحيما في طبائعه ... أو شـئـت كـنت زلالا جـاده الـوطف
لـكـنني بـعـد هـذا الـعمر يـربأ بـي ... صــدق الـمقال فـلا أنـفكُّ أرتـشف
أخـــاف يــومـا لـقـاء الله يـسـألني ... عـما فـعلت وعـن ذنـبٍ لـه اقـترف
مــاذا أقــول لـربـي فــي مـسائلة ... والـنـار تـلقف شـرَّ الـناس تـختطف
خـوفي من الله عن جرم ليعصمني ... ولا أبــالـي إذا مـــا الـغـير يـجـترف
إثـمـا وشـتـما ومـا أكـديت أنـصحه ... إن الـنصيحة لا تـجدي لـمن سرفوا
ضـمّد جـراحك واسـأل عن محاذرة ... قـــاوم بـــلاءك إن الـعـمر يـنـصرف
فـالـمثمرات مـن الأشـجار يـحصبها ... قــوم لـهـم نـفعها فـي ظـلها ورف
تـغـري بـهـم حـاجـة أو ربـما عـبث ... والله أعــلـم أحـــوالا بـمـن جـنـفوا
إن كـان حـظي مـن الـدنيا مـرارتها ... فــمـا أبـــدّل مـــن أمـــر وأعـتـرف
حسن إبراهيم حسن الأفندي