وصفي المشهراوي
قالت حوراء (مبسمها جميل) وهي تمسح الدمع عن عينيها : لماذا نشمّ في دماء شهداء حُماة الأقصى ريح المسك ولا نشم هذه الريح من دماء العروبة التي تذهب هدرا؟ قلت لها ريح المسك من ريح الجنة يا ابنتي والأقصى بحاجة الى هذه الدماء الزاكية التي لم تذهب هدرا ! ودماء عروبتنا تذهب غدرا ! وكل شهيد سقط على أرض العروبة مظلوما على يد أرجاس الظالمين من قادة لا يجوزلهم أن يحكموا في حديقة حيوان فكيف وقد تولوا أمر شعوبهم بالقهر والعربدة والاستعانة بالساقطين ! يا ابنتاه إن كل دماء تسيل وكما رأيناها ونراها تسيل هي عند الله بمكان لأنها مظلومة مكلومة معدومة مرجومة دونما وجه حق ! فمثل تلك الدماء تقطر بالعطر والمسك في جنة الله ! والشهداء ربهم واحد ! ولقد تجلت الصورة أن للخائنين سطوة سيتبعها للمظلومين جلوة ! حينها يفرح المؤمنون بنصر الله من حيث لم يحتسبوا ! وينقلب المجرمون الى هزيمتهم بعد ظنهم أنهم قد غلَبوا ! الأديب وصفي المشهراوي ..