......أنثى الإباء......
الرَبع جرحه ينزف...
فيه ينعق البوم صبحا وعشية...
سأل ثراه الظاعنين
عن درَة تائهة... عن صبيَة
فارقت الدَيار وعودها رطب
فبات يخشى أسباب البليَة...
قولوا لها لو قدَر أن تروها...
مادا حدث؟ قولي يا أُخيَة...
لم بعت الأنوثة والحياء
وبتٌ في الأرض شقيَة؟
ألست عنوان الحنان
صاغك ربَ البريَة؟
فأنت السَكن والملاذ...
بك يستجير المرهقون...
واحة أنت...تقيهم حرً الهجير...
في ظلًها تفنى الـأذيَة...
وهل حقَا خنقت الأمومة ...
وأدت الأخوَة والبنوَة؟
وصرت في أرض السَباع
مهدورة القدر ...سبيَة؟
أفيقي أخيَتي...خلَصي نفسك
من جيوش الهمجيَة...
عودي كما كنت...
ريحانة...طيبها يفعم الكون...
يتغنَى بها الطَير على الأفنان
وتصدح الكائنات في البرَيَة...
أنت أسَ الكون وروحه...
في محرابك يولد الطهر
وبين أحضانك تُريَى البشريَة...
لا تشمتي أعداءك
وهم ينتهكون دينك وعرضك
بين الشَظيَة والشَظيَة
ويلبسون عفافك رداء الذَلَ
فتصبحين أمة
لخدمة النَزوات الرَديَة...
ارفعي هامنك في وجه الجهل...
قولي بكلَ كبرياء ...
لا تحلموا...لن تركعوني ...
فأنا الأنثى الأبيَة.
جميلة عطوي
تونس