..............برقيّة عزاء لا تكفي ....................
هذا الحيوان الذي لا اسم له
يقبع في أقصى تُخوم اليأس
متأبِّطاً روحه وقلمه
يتجرّع عُمرين من حَلكةٍ فاجِرة
يُناضل كي يصير نوعاً عادياً
من بني البشر
ينتصر لقيم المحبّة والسلام
يدين بإسم المبادئ العظيمة
والإنتماء العظيم للوطن
لا بإسم حزبٍ ، ولا قبيلةٍ
ولا بإسم سلطةٍ عابرة
دينه الأمل
وشعاره الإيمان بالحب والجمال
يبحث على غير هُدى
عن شيئٍ آخر بعيد
في محيط وبيل كئيب
وفي وقتٍ مُلطّخ بالوساطة والرشوة
يترقّب الغيم
يضجر الحلم واقفاً عند عتبة الإنتظار
فتنتصب له موجةٍ كاسرة
في هذا الوطن الموبوء بالكراسي
والأحزاب المعلّبة بالتبعية
الحب فيه من طرفٍ واحد
والحقوق التي نعتبرها أحلاماً
كآخر ضوء يشع في الظلام الحالك
نتمناها ليل نهار مسلوبة
صارت في عِداد المستحيل
والرؤى قاترة
تشعر بالضياع والغربة
تعيش في موتٍ سريري
تموت واقفاً بلا عزاء
والقنوط على جبهته غارِساً حوافِره
تقضي فترة التخرج من الجامعة
جلّ عُمرك على رصيف الإنتظار
تحصي العثرات المثخنة بالوعود
الهواء الملوّث يلتف حولك
يغتال أحلامك وآمالك
وتنزف على أيامك قطرتك الحاسرة
يا هولآء الأعزاء
المذعورين من لكنَةْ الغُبار
المتآمرين على مستقبلنا
هل من ناصرٍ يُنصرنا ؟
ويُسلّط علينا الأضواء
من خلال ضميره الصارخ بالحياة ؟
نشعر كنصف انسان أو بعضه
له كيانه في هذه البلاد
المسلوب فيه الحقوق
الوطن الآمل للسقوط
لا يتسع لأكثر من ثورةٍ واحدة
برقيّة عزاء لا تكفي عند الوفاة
مُبللّة بحروفٍ من رِثاء
تزيد القلب حُرقة
وتشعل النار في الذّاكِرة .
.......................جمال العامري م 24 / 10 / 2015