أنا الغريب
3-8-2015
أنا الغريبُ
ولدتُ في زمنٍ لا أعرف كيف أتيت
ولم يخبرني أحد بأي مكان ولدت
ولا أين بدايات عمري عشت
ولا من رباني حتى كبرت!
ولدتُ يتيماً
وحيداً
لم أعرف أباً ولا أماً ولا أقرباء أو أهل بيت!
وكنتُ قد وددت
أن يكون لي كبقية الناس عزوةٌ ما حييت
فما رأيت
وما وجدت
وما أبداً أي من الناس من يعرفني قد التقيت
أيهذا الزمان الذي أغراني
بالهمّ والمتاعب قد أتاني
تربّيتُ في ملجأ لم أعرف مكانه حتى يومنا
ولم أخرج منه إلا عندما كبرت
وحدي أنا قد قرّرت
أن اترك المكان ففكرت
ثم اتخذت قراري ففرتْ
ولدتُ لا أقرانَ
لا أصدقاء
لا معاني ولا قيمة للحياة
أي إنسان
أية تربية
أي حياة أمضيت
في مكان ما شاهدتُ أحداً يقول لي تعال
أو ربما أحداً كنت التقيته أو حكيت
وفي غياهب الحرمان عشت
مع المتاعب والمكاره نميت
الزمان هو من كان أبي
وفي احضانه تربيت
لم يكن لي مكان إمسه البيت
هو هيكل من حديد متهالك اسمه المخيم
بقية حجرة تكرهها الحيوانات
فكيف بي تقبلتها وبداخلها عشت
ولدتُ ....!
كما الغريب في دنيا كثيراً ما تسأءلت
بأعلى الصوت في طفولتي الغريبة قد ناديت
لم يسمعني أحدٌ
ولا يوماً لأحدٍ قد استمتعتْ
او نداءً من صدى لبّيت !
لم اعرف اختاً او أخاً أو صديقاً
وحدي مع أناس سكنت
لم يكلموني يوماً سوى عن الغثيان
سموم إسمها الهجران
كل يوم لعنة على الحاضر المشئوم
وألف ألف لعنة على حياة السموم
الكل من حولي غريب معتوه ومأزوم!
أنا الغريب
إلى دنيا العجائب قد أتيت
حاولتُ أن اخلع جلدي فما استطعت
حاولتُ أن انتمي لبيئة أخرى فما قدرت
حاولت الانتحار فظني أني قد فشلت !