رسولَ اللهِ ضاعَ الحُـبُّ مِنّـا
شعر/لطفي ذنّون
******
رســـــولَ اللهِ قد ضـاقَ الخِنــاقُ
وغـابَ الحُبُّ وارْتَـحلَ الوِفــــــاقُ
وأهْلَـكـنـا التـَبـاغُـضُ والتَّـجــافي
وضَيَّـعَـنا التنــــاحُـرُ والشِقـــــاقُ
ولا أمَــلٌ يـبـيـــنُ ولا طريــــــــقٌ
ولا حـــلٌّ يــلـــوحُ ولا اتـِّـفـــــاقُ
ولا وُدٌّ ولا حِــــــــــــــلْـمٌ ولــكِـنْ
صُـــــــراخٌ واقْـتـِتـــالٌ واحْــتِـراقُ
رســـــول اللهِ ضـــاعَ الحُـبُّ مِنّـا
وفـارَقَـنـا الحنيــــنُ والاشْتِيــــاقُ
يُصـــارعُ بـعْـضُنـا بـعْـضـاً بـحـُمْقٍ
ويقْـتُـلُنـا الغَبـــــاءُ والانْشِقـــــاقُ
ولا يـبْدو بِـهذا الأُفْــقِ نـــــــــــورٌ
ولا يُـرْجَى خَـــلاصُ وانْـعِتــــــاقُ
فَمَسْـراكَ السليـبُ يَسِحُّ دمْـعـاً
وتـنْـتَـحِـبُ المــآذِنُ والبُــــــــراقُ
وفي اليمَنِ الجَريـــحِ يموتُ حُلْمٌ
وفي لِـيبْيــا إلى أيْنَ المَسـاقُ؟
وفي الشّـامِ الدِمــاءُ تسيلُ نهْراً
وفي بـغْــدادَ ينـْتـحِـرُ العِــــــراقُ
وفي الصّومــــــــالِ مـقْتَلةٌ وشرٌ
وفي السّودانِ ضِيــقٌ واخْتِنــاقُ
وفي أرْضِ الحِجـــــازِ يلوحُ غيْـمٌ
وفي مِـصْرَ الخِــــلافُ والافْتِـراقُ
وفي كُـلِّ البِـلادِ نَذيــــــرُ شُـؤْمٍ
وفي كُـلِّ الرُبــــــوعِ دمٌ يُــــراقُ
فلا تـَحْـزَنْ رســــــــــولَ اللهِ إنّـا
حَمـاقــاتٌ تَـجاوَزَهـا السِيـــــاقُ
نُسـاقُ إلى المَهالِكِ دُونَ وَعْيٍ
كما الأنْعامِ في المَرْعى نُساقُ
رســـــــولَ اللهِ بـعْدَ العِـزِّ صِـرْنـا
خَـوالِفَ قـد تـَخَـطّانـــا السِبـاقُ
فهلّْ بعْدَ المَتـــاهَةِ مِـنْ إيــــابٍ
وهـل للعِقْــدِ نَظْمٌ واتِّســـــاقُ؟
وهـل يـا سيِّـدي للحُـبِّ عَـوْدٌ ؟
أبـعْـدَ السَيْفِ يـنْتَـصِـرُ العِناقُ ؟
أنَرْجِعُ يا رسـولَ اللهِ يوْمـــــــاً ؟
أبعْدَ الليْـــــلِ للفَجْرِ انْبِثـــــاقُ؟