قصة ( أكل العيش )..
سعادة غامرة حينما ذهبت لذلك الفندق الضخم الكبير الشهير وقد حصلت على وساطة للعمل به وحملت أوراقي وشهادتي وتخيلت ماذا ستكون طبيعة وظيفتي ..؟ عندما دخلت على نائب مدير الفندق قال بلهجة باردة ضع كل أوراقك على مكتبي هنا واذهب مع الأستاذ ( نجيب ) واستلم وظيفتك رقص قلبي وتخيلت سعادة زوجتي حينما أعود لها بعد أول يوم عمل ارتديت الملابس الرسمية لعمال الفندق وأنا أسير مع الأستاذ ( نجيب ) أين سأعمل أي قسم..؟, حتى وصلت معه إلى باب الفندق هل سيلقي بي خارجاً..؟ أشار نحو المقعد الخشبي أجلس هنا قلت له ما طبيعة وظيفتي..؟ قال أي شخص يدخل من هنا ابتسم له وقل (مرحباً بك) ..قلت وبعد ذلك ما طبيعة عملي ..؟ قال الأستاذ نجيب هذا هو عملك تراجعت متعجباً ..لا أصدق ..وأنا أقول هذا فقط ..مستحيل أنا معي شهادة ..قطعني الأستاذ نجيب هذه هي الوظيفة المتاحة حالياً فكرت لحظات لكني منذ عدة أشهر لم أجد وظيفة ..ربما بعدها انتقلت لقسم أخر ومن الواضح سهولة الوظيفة..قلت له ما بيدي حيلة ..جلست على المقعد ومع دخول أول الزائرين ابتسمت (مرحباً بك ) والثاني وما بعده .. الخ,, ظهر أمامي فجأة نجيب كاميرات الفندق تتابعك هناك شخصان لم تبتسم لهم ..نظرت بغضب أسف ..قال بلهجة عنيفة عليك إتقان عملك كل شىء مراقب قلت هل تركت الكاميرات جميع إرجاء الفندق وركزت على ابتسامتي قال نجيب لا تتحدث كثيرا..,,ً ومع شخصاً جديداً يدخل ابتسمت ( مرحباً بك ). رجعت بعد يوم من العمل لم تفارقني الابتسامة في جميع الوجوه التي أقابلها حتى فتحت زوجتي باب الشقة قالت يالها من ابتسامه تبدو سعيداً بالعمل الجديد وبعد أن أخبرتها قالت: وما المحزن.؟! عمل سهل المهم أن لديك مرتب لا بأس به ,,بعد أسبوع عمل اثبت فيه كفاءتي ..لحظتها جاءني نجيب عليك غدا ً الاستعداد التام هناك وفد رفيع المستوي في زيارة للفندق لا تجعل ابتسامتك تذهب لحظة ...وكن باكراً هنا ..لكن حدثت المفاجأة الغير متوقعه صرخت أثناء النوم أسناني هناك ألم رهيب ..غير محتمل أكاد أبكي حتى أشرقت الشمس وأنا أحارب الألم ..وزوجتي تواسيني .لن أستطيع الذهاب للعمل ولا الابتسامة اتصلت ب (نجيب) في الفندق صرخ: أخبرتك أن اليوم مهم للغاية لو لم تتواجد اعلم أن وظيفتك انتهت ..., لابد من دكتور أسرعت للمستشفى وهناك نظر الطبيب داخل فمي لن يتم نزع ضرسك التالف اليوم ..ستبقى هكذا حتى تأخذ ذلك الدواء يوماً كاملاً ..قلت ولكن الألم ..قال تحمل اليوم ..قلت لا يمكن وظيفتي ..قال الطبيب استمر فيها ما المانع ..؟؟..قلت كيف سأبتسم .؟!.قال الطبيب مندهشاً أي ابتسامة! ..؟ قلت وظيفتي ابتسم. وأقول (مرحباً بك)..,, ضحك الطبيب لن يمكنك اليوم فعل ذلك أغلق فمك ..قلت سيتم طردي من العمل ..قال لا يمكن أن أفعل لك شىء ..سوى بعض المسكنات .,,.ذهبت للعمل ونجيب يعنفني أين كنت وتأخرت؟ ..قلت أسناني سأموت منها...قال هيا إلى عملك أخذت الدموع تتراقص في عيني وأنا أمسحها وأقول مبتسماً (مرحباً بك )..حتى ظهر فجأة شخص زميل لي في العمل يضحك وهو يقول ما هذا المشهد المضحك..؟! منديل تمسح دموعك وتبتسم كيف جمعت ذلك ..؟ أخبرته عن حالي قال وما رأيك لو جعلتك تخرج من كل هذا وتبتسم دون ألم ..قلت له سيكون جميل عمري أخرج ذلك القرص الأبيض وقال تجرع هذا .قلت ما هذا ..؟ قال أنه قرص المزاج والانبساط سيجعلك تنسي كل من حولك وتبتسم وتضحك ..لم يكن هناك بديل تجرعته وبعد لحظات دارت عيوني وذهب الألم ولم أشعر إلا بالضحك والهلوسة ونجيب يقترب رائع عملك اليوم ابقي على هذا قلت لكي تدرك مقدار الرجال خلفك ..قال وألم أسنانك.؟ قلت نسيتها من أجل عيونك تراجع نجيب وهو ينظر بدهشة مبتعداً وتلك السيدة تدخل وأنا اضحك كالسكير فتجري مفزعه .فجأة ارتباك .هناك شىء يحدث ..اقترب أحد رفاقي في العمل سألته ..وأنا أضحك ..ماذا حدث ..؟ قال هناك شخص كبير السن في الوفد الهام مات أثر أزمة قلبية ..عاد ينظر بتعجب ما يضحك هكذا..؟,, ساد الصمت داخل الفندق والسكون والحزن والمدير ونائب المدير نجيب ينظمان عمال الفندق لاستقبال شخصيات هامة وهنا اقترب نجيب منه وهو يقول عليك الآن بالبكاء والحزن لا يوجد ابتسامة اليوم قلت ضاحكاً هو حضرتك تضحكني وتبكيني كما تشاء ..صرخ اصمت الوفد سيحمل الجثمان ليعود لبلاده عليك بالبكاء هناك كاميرات فضائيات مباشرة تنقل الحدث الآن قلت اطمئن سأبكي بكل مرارة ..ومع الوقت كان جثمان الفقيد يحمل ومعه الوفد واقترب ولكني لم أسيطر فقد ذلك وصرخت اضحك واضحك ( مع السلامة يا جدو ) وهناك عبر التلفاز كانت زوجتي تشير وتضرب زغاريد لأنها تراني عبر الشاشات وبعد رحيل الوفد اقترب نجيب والعمال غاضباً ما الذي فعلت..؟؟ لقد صنعت أكبر فضيحة للفندق ..وأشار لرجالة اضربوه وألقوا به خارج الفندق الغريب أني كلما ضربوني ضحكت ..31/10/2015محمدأبوالنجا