رُحماكَ ربّي...
شعر :د. وصفي حرب تيلخ
أبو ماجد
فَلْتسألِ الشّعرَ هل جفّتْ قوافينـا... واستنْبئِ القدس هل جفّت ْمآقينا
قُلنـــــــا من الشّعرِ آلافاً مؤلّفـــةً ...ولا حيــــــاة َفهل خاب الرّجا فينا؟
نستَنْهِضُ القومَ والأسماعُ مُثْقَلَـةً...لا يسمعُ الصّوتَ أمــــــواتٌ وبادونا
فما القصـــــائدُ والأشعارُ صارخـةً...ومُعْظمُ القومِ في الظّلْمـــاءِ غافونا
وما القصائدُ إنْ لم يستجبْ نفَـــرٌ... بذاتِ نفْــــعٍ وإنْ كانتْ دواوينــــــا
قد غُصْتُ في هُوّةِ التّاريخ أسألهُ.. إنْ كان يُرضيــــــه ما نلقى ويُرضينا
مَنْ ذايقولُ لأجدادي الأُلى ذهبوا... لسْنا على درْبِكم للمجدِ بانونـــــا
أنتم مضيتم إلى العليـاءِ شأنكُمُ... لكنّنا اليومَ في السّفْســافِ لاهونـا
أنتم بَنيتُمْ صُروحـــــــا لا يقارِبُها...صـــرْحٌ وكنتم بِهــــا غُـرّاً مَيامينـــا
تاريخُكم ضــــاعَ لم نحفلْ بهِ أبَداً...أيّامُنا الغُرُّ قد ضـــــــاعتْ بأيدينــــا
سِرْنا خــــــــواءً بلا ماضٍ يُحفِّزُنا... لم نحفظِ العهدَ تاريخـــاً ولا دينـــا
بِعنا الكرامـــــــــةَ بالدّولارِ نعْبُدُهُ... قبْـــل الإلهِ وقد دِيسَتْ معانينـــــا
ياللحضـــــــارةِ قدصارتْ معالِمُها..كشْفَ الصّـــــدور وعُرْياً صاريؤذينـــا
حتّى الشّباب فقد هاموا بموْضتهم.. ونصفُ عورَتِهم للنّـــاس يُبدونــا
تَماثَلَ الكلُّ مِنْ أُنثى ومِنْ ذَكَر. ... صـــــاروا ســـواءً ولم يَرْعَوْا مَوازينا
فكيفَ نَقْبلُ أنْ تُغْتــــــال أمّتُنــا... وكيفَ نقبـَــــلُ أنْ تُسْبى مَغانينـا
بلْ كيفَ نأملُ أنْ نحْيــــــا بعزّتنـا.. وكيــفَ يغضبُ قاصينــــا ودانينــــا
وكيف نقرأُ تاريخــــــــاً نُمَجّــدُهُ ...وكيفَ نبْعثُ ماضينـــا ليُحْيِينــــا
هذي الحياةُ غدَتْ شوْكاً بِأَعْيُنِنا... فكيفَ نجعلُ أشْــــــــواكاً رَياحِينــا
رُحمـــــاكَ ربّي فإنّ الهمَّ أرّقني .. والشّــــوقُ يجْذِبُني جذْباً لِماضِينا
أرْضي ومُلْكي ومفتاحي و"كُوشاني" وذكرياتي على شوقٍ تُنادينـا
شعبي هناك ونارُ الأسْرِ تحْْرِقُهُ.. ونحن في لهْوِنا النّيــــــرانُ تَكْوينـا
أين العروبة قد كانت لنـــا أمل... أين الرّجالُ , وأيُّ المــــــــــاءِ يروينـا
غَـوْرٌ مَنابِعُنــــــــا, قَفْرٌ مَرابِعُنـا... هَــــدْمٌ مَبـــادِؤنـا , رَدْمٌ أمانينـــــا
فهلْ إلى هبّةِ الأحــرارِ مِنْ أمََلٍ... وهل إلى بطَلٍ يُحْيي الرّجـا فينا؟