سألتُ ما مضى من اللحظاتِ
أيَسرِقُ الماضي ما هو آتي
و قد يبدو ما مضى جميلاً
و ما هو قادمٌ مُتَعَثِرَ الخطواتِ
نحيا أيامنا في تعاركٍ
لا ندري ما يحوي من اللحظاتِ
كأنهُ في الصبحِ بدايةٌ وفي الليل
نستغفرُ اللذات بالصلواتِ
فلكلِ حي موتٌ يُلاحقهُ
و لكلِ ساكنٍ بعضُ الحركاتِ
و لكل جبنٍ شجاعةٌ في استعارها
تشنُ ألفاً من الغاراتِ
و لكلِ شجاعةٍ جبنٌ يُغَلِفُها
حتى لتحسبَ الجُبْنَ من الحسناتِ
فلكلِ لحظةٍ ملهمٌ يُسَيرُها
و لكلِ خمرٍ نوعٌ من الكاساتِ
تاهتْ الأقدارُ في مستقبلٍ
لا وجودَ لهُ في قابلِ الأوقاتِ
كأنهُ مغارةٌ قُفِلَتْ برصدٍ
أو غَرِقَ الحلُ في الفراتِ
تاقتْ النفوسُ لخلاصها
و الخلاصُ يائسٌ من الحياةِ
و الأيامُ تبكي في تَبسمها
و الضحكاتُ تبدو مع الحسراتِ
هذا الزمانُ يمزجُ الأضدادَ
فالطلقاتُ ولادةٌ والموتُ في السَكراتِ
والذي يُتلفُ العقلَ من الجنونِ
يُعَدُ ميزةً في رأي الفتاةِ
يشردُ القطيعُ لقدومِ ضبعٍ
كهروبِ الفيلسوفِ إلى الذاتِ
و سفينةٌ من دونِ بوصلةٍ
كتاريخِ وطنٍ بلا رواةِ
و يَحْسَبُ الوقتُ أننا نُحاصرهُ
و لهُ جنودٌ من الكُماةِ
و من راهنَ على قتلِ ثانيةٍ
قُتِلَ من سائر الساعاتِ
سَلْ الشام عنا فتخبرك
صبرنا على الزمانِ كالأمهاتِ
فإن نجونا قد ظُلِمنا
و إن قُتِلْنا فالحياةُ في المماتِ
بقلم حسين شبلي