الى ابن الخيام
ايا بن الخيام كيف القنــــــان و أين لاقتك رفاة البشر
و هل ملئت يداك القنان و كــــــــأسا مع رفاق السمر
لبست ثوب العيش الزمان و ثوب الموت هل تستشر؟
فكم باعدت منا البيان فــــــــهل سبقت يداك كف القدر؟
أين الرفاق و اين القيان أمـــــــــــــن لذاته ذقت الامان
و ربك الذي لم يسوي البنان أأسكنك بعد طيب الجنان
أرأيت ما في ماضي الزمان وهل بآي الوعظ آن الأوان
أبعد عيشك ترضي الغوان أتلقى الثواب و خيرا حسان
ماذا فعلت للغد ماذاو هل خـــــــــــــــــاب ظنك في المقبل؟
بل ماذا جنيت من الاغترار و كيف حـــــــــــالك في المثقل؟
بل ماذا جنيت بهذا البوار و كيف نـــــــــــــــــراك فيما يلي؟
و كيف قبرك هذا النهار بنــــــــــــــــور ام بليل بهيم متوغل؟
أضنيت قلبك بعشق الديـــــــــــــــــار بخيب ظن انه الجمال
و ضاق صدرك بفســـــــــــــق اختيار و كتب عليك ما يقال
فالرب لا يرضيه هدر الرواة و قـــــــد ينساب لغيرك الزلال
و هل يرويك اليوم ما جرعت و لم يرويك ما اعطيت بالحلال؟
أولى بهذا القلب الا يخفق و في ضــــــرام الفسق ان يحرق
ما أضيع اليوم الذي مر بك دون ان ترقى للجنات فلن تسبق
اما شربت الهيم الذي ضر بك من غـــــير ان ترجع او تشفق
و لا خالفت النفس التي سرت بك و كنت دوما تهوىو تعشق
فدع خفيف الظل هــــذا الهـــــــــــــذر مـــاذا دع اللغو و نار الكبر
فلا بارك جم الضحك عـــــمرا و لا بـــــــــارك القلب فجر السهر
فاذا الذي رضي الخــــــــلاعة دهرا لا يشبع الميل و بالعمر انبهر
فما ترى درب الطريق حتما أألـــــــــــــــــى الضيق أم رمية السقر؟
و انت في البرزخ فماذا تراه وو كيف تبيت الليل وتصحو النهار؟
أفي جنان الخلد تنعم منتهاه ام تدير الرحى في لهيب و انكسار؟
و ما نفع العواتق تستبق الـــــــــــرواه وما جني ساحرة الاحورار؟
فاين من ذاق الزنا و ما دهاه وقـــد حرم الحور و طيب الجوار؟
فلا توحش النفس بسطو الغرور و اغنم من الحاضر سترا بدين
وسر تلوم النفس بخوف يقين فما تسـاوى الفاجر يوما بالمتقين
و ارحم جوادك انى يهيم بواد الـــــــــفجر و صحبا وبئس القرين
و فر الى الرب بقلب مليم و شد الرحــــــــال خلف رسول العالمين
علي محمد علي عيد