وأخيرا يشرق الفجر
حين يجن الليل، يرخى سدول الأحزان ، يغطى الظلام صفحة السماء، يقف " الفتى "فارس" فى الميدان يبحث حوله فى عيون الحيارى عن معنى الحياة ، تتطلع عيونه إلى الفجر الوليد، تمتزج الحروف فى أغنية شاعر، تترنم به شفتاه، تعزفها أوتار قلبه المكلوم. يطرح الحاوى الماكر في الميدان كل الأجربة أرضا، تنفلت الحيات بسرعة نحوه وتلتف حوله، تحاصره الخفافيش من أعلى، يدور حول نفسه فى هياج،غضب، يصرخ، يتساءل في جنون.. من أنتم..؟
فى لمح البصر يحلِّق النسرشامخاً، يمزق ستائر الظلام، تفر الخفافيش فزعة، يختطف الحيات، يظلل بجناحيه الضخمة "فارسا"، ثم ينبثق من رحم الظلمات فجر وليد يشرق على الميدان، ليرتدي ثوبا جديدا مزينا بنور العدالة.