فراشي عدوي
لا أحب فراشي كثيراً
رغم نومي فوقه مسروراً
ورغم أنه يريح جسمي
لا أهتم إن كانت ملاءته دموراً أو حريراً
لست ادري لماذا صار فراشي عدوي
أنا أقبل نحوه وهو لا يقبل نحوي
أمقته لأنه يلهني ويعطلني
ومن أفكاري يجردني ويسلبني
ومع ذلك لا أستغني عن فراشي في صحتي ومرضي
ولو أنني أمقته وأخصه بكراهيتي وبغضي
عليه يجب أن استلقي وأستريح
دون استئذان منه ولا تصريح
وأمد جسمي فوقه وأنا فوق الملاءة طريح
وأغمض عيني دون تفكير في جميل ولا فسيح
إذ أنام في الظلام بعد إطفاء المصابيح
بعيداً عن كل ما يزعجني وبعيداً عن الريح
وعن صخب الأولاد وهم يركبون الأراجيح
لا أنام على فراضي إلا بعد الصلاة والتسبيح
الحقيقة أن فراشي لا يستحق مني كراهية
بل هو جدير بالمديح
يحرمني فراشي متعة النوم على الأنغام
وأنا أغط في الكرى وتتراءى لي الأحلام
ولا أفكر في شيء وأقول على الدنيا السلام