قولوا له
لا ليس يشبهني النّدى و الزّنبقُ
فأنا الحدائقُ كلّها إذ تعبقُ
لا لست أشبه في الجنان وروده
و على وريدٍ متعبٍ أتعلّقُ
فأنا رشيدة من بنات المنتهى
من مشرقٍ أو مغربٍ أنا أشرقُ
أمشي فيرتجف الرّبيع محيياً
و يميل في أغصانه يتموسقُ
أيظّن أنّي مثل كلّ صبيّةٍ
عن بعد( كيلو) إن رأيته أشهقُ
أيظنّ أنّي مثل سلمى أشتهي
وصلا له ،و لنظرةٍ أتشوّقُ
أيظنّ أنّي سوف أحرس برجه
و بخاتمين إذا هوى أتصدّقُ
أنا لست أنكر أنه متميزٌ
ينساب مثل جداولٍ تترقرقُ
و بأنّني يومًا عشقت جنونه
و كرهته جدّا و لست أنافقُ
ماذا يظنّ بنفسه، متعجرفٌ
مغرور نفسٍ، مجرمٌ ، متأنّقُ
و إذا مشى في الحيّ يرفع رأسه
تيهًا يدندن شعره و يسقسقُ
أو مرّ صبحًا بالدّيار مغرّبًا
ينوي الصّلاة و ربّما يتسوّقُ
و إذا مررنا صدفةً بدياره
يدنو يرمّش مقلتين يحدّقُ
و يسير مثل البرق يسبق خطونا
فنسرّ للخلخال ثم نشرّقٌ
و يهيم في جلبابنا وخمارنا
و لعطرنا ملء الجوى يتنشّقُ
و إذا نشرنا ثوبنا و غسيلنا
نجد الرّموش تشدّه و تحملقُ
أو جاء مثل البرق يخطف ( فوطةً)
و يقول( هل هذي لكم ) و يحقّقُ
فأقول يا أسفي على متهوّرٍ
يومًا على أسوارنا يتمزّقُ
و الآن ينفي إذ يقول بأنّني
في نهره مثل اليمامة أغرقُ
و قضيت فصلاً في حياة طفولتي
شعثاء شعرٍ ، بالخدود تشقّقُ
و إذا نظرت إلى السّماء هنيهةً
فأقوّس العينين حين أدقّقُ
و اليوم بالأحياء صرت أميرة
و إذا التقينا صدفةً أتأنّقُ
قولوا له( إنّي كرهتك يا فتى
فكفى افتراء يا كفاك تشقشقُ)
رشيدة بوخشة