ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻟﻦ ﺗﺠﺪ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﻓﻴﻚ .
ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻃﻔﺎﺕ ﺍﻧﻮﺍﺭﻫﺎ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺃﻓﺮﻏﺖ
ﻣﻌﺪﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﻷﻣﺘﻌﺔ. ﻏﻤﺲ ﺭﻭﺣﻚ
ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺰﻳﺖ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭ ﺯﻳﺘﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ. ﺗﻜﺴﺮﺕ
ﻛﻞ ﺷﺒﺎﺑﻴﻚ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻠﺼﺺ ﻣﻨﻬﺎ
ﻋﻠﯽ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ . ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ ﺩﻣﺸﻖ ﺇﻻ
ﺍﻻﺳﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ . ﻭ ﻟﻦ ﺗﻘﻮﻡ ﺃﺻﺎﺑﻌﻚ ﻋﻠﯽ
ﻟﻤﻠﻤﺔ ﻣﺴﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺒﻌﺜﺮﺓ ﺗﺠﺮﺣﻬﺎ
ﺃﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻻﻫﻠﻚ ﻭ ﺭﻭﺣﻚ
ﻣﻦ ﻗﺬﺍﺋﻒ ﺍﻟﻠﺌﺎﻡ . ﺍﻧﺖ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻓﻴﻪ. ﺩﻣﺖ ﻟﻠﻐﻴﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ
ﻳﻮﻡ ﺗﻌﻮﺩ ﻭ ﻟﻠﻤﻄﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭ ﻟﻼﻭﻏﺎﺩ
ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ. ﺍﺳﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻜﻢ
ﻋﺎﺋﺪﻭﻥ ﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺔ ﺟﻮﺍﺯ
ﺳﻔﺮﻙ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺳﻮﺭﻱ ﻋﺎﺋﺪ . ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ
ﻭﺟﺪﺗﻨﻲ ﻋﺮﻓﻨﻲ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻃﻨﺎ
ﻭ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﺳﺒﻌﺎ ﺑﻌﺪﺩ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺑﻠﺪﻙ . ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻧﺎ ﺍﻣﻮﺕ ﻋﻠﯽ ﺷﺒﺎﺑﻴﻚ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﯽ
ﺑﺎﺏ ﺗﻮﻣﺎ ﻭ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﺇﻥ ﺯﺭﺕ ﺩﻣﺸﻖ
ﺗﻮﻗﻒ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻛﻼﻡ ﻭ ﺻﺨﺐ ﻋﻠﯽ ﺭﻭﺣﻲ
ﺍﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﻭ ﺍﻗﺮﺃ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻋﻠﻴﻲ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﺨﺘﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ. ﻭ ﺍﺟﻠﺲ ﻋﻠﯽ
ﺳﺠﺎﺩﺓ ﺍﻣﻲ ﻟﻦ ﺗﺼﺮﺥ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻘﺪ ﺧﻄﻔﻬﺎ
ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﻭ ﺑﻘﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺧﺎﻭﻳﺎ ﻻ ﻳﺰﻭﺭﻩ ﺇﻻ
ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ . ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻴﻚ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺐ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﻗﻬﻮﺗﻚ ﻫﻨﺎ
ﺛﻢ ﺗﺸﺮﺑﻪ ﻫﻨﺎﻙ. ﻣﻦ ﻳﺤﺐ ﺩﻣﺸﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﺳﻮﺍﻙ ﺃﻭ ﻋﺪﺍﻙ . ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻣﻦ
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ . ﻭ ﻣﻦ ﻟﻢ ﺗﻘﻮﯼ ﺭﻭﺣﻪ ﻋﻠﯽ
ﺣﻤﻞ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻭ ﺣﺎﺭﺍﺕ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻭ ﻣﺂﺫﻥ ﻭ
ﺟﻮﺍﻣﻊ ﻭ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﻭ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻭ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭ
ﻣﻘﺎﺻﻒ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺩﻣﺸﻖ ﺁﻻﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ. ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺯﺍﺩ ﻭﺯﻧﻚ ﻣﻴﺰﺍﻥ
ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ .
ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻻﻗﻼﻉ ﻭ ﻋﻠﯽ ﻣﺘﻨﻬﺎ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ . ﺗﻌﺎﻝ ﻧﺪﻟﻒ
ﻋﻠﯽ ﺣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺣﺘﯽ ﻧﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﻭﺯﻥ
ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺛﻢ ﻧﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﯽ ﻣﺎ
ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻭ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ .