(وجع عراقي)
(كُنّا نقولُ على المُعَلَّقِ نلتقي) ...... و نزيلُ من بُقيا الهواجسِ ما بقي
و نَزُفُّ أحلامَ الربيع لزهرنا ...... و نَرُدُّ همسَ العاشقينَ لزَنْبَقي
(كُنّا نقولُ) غداً سيكبرُ حُلْمُنا ...... و يفوحُ عِطْرُ الياسمين بخَنْدَقي
و تَزورُ ألواحُ البَنَفْسَجِ دِجلتي ...... و على الضفاف نغيظُ كلَّ محدِّقِ
كنّا على جسر الرصافة ننثني ...... نهفو الى عين المها بتعلقِ
أجفانها حضنٌ من اللبلاب يفـ ......ـ ــضحُ شوقَهُ بوح الندى المترقرقِ
فنذوب وجداً و الهيام رفيقُنا ...... يا عين آسرتي .. أرمشك معتقي ؟
كنا صغارا .. كان يسكنُ دارَنا ...... دفء عجيب من هوىً متدفق ِ
كنا على الفانوس نجمع ليلنا ...... ارجوحةً رقصت كرعشة زورقِ
كانت أنامل أُمِّنا مسرورةً ...... اذ تنثر التحنان دون تملقِ
كانت تهدهد من ينام بحجرها ...... يا كحل دجلة في عيون المشرقِ
كنا ننام و شمسنا مغرورةٌ ...... بالنرجس المفتون يصرخ أَشرقي
و سحائب الالوان تملأُ دارنا ...... و الامنيات الخضر تهتف أبرقي
كنا صغارا .. كان يفتح بابنا ...... حلم شفيف من شذىً متألقِ
يحكي لنا أن العراق جمالُهُ ...... في زخرف الالوان دون تخندق
كنا... و كنا يا عراق أحبةً ...... ما للأحبة أولعوا بتفرقِ
كنا صغارا .. ليت أنّا ما كبر ...... نا في دروبٍ من جحيمك نلتقي
وا حسرة الزيتون في بلدي أما ...... ترك الجناة حمامةً لمحلقِ
يا دجلة الاحباب مات بحجرنا ...... شوق الندى لصباحنا المتورق
كنا نمن على النهار بنظرة ...... حتى دهانا الليل دون ترفقِ
كنّا ندوس الخوف نسفك ليله ...... يا ويحنا صرنا نخاف و نتقي
يا ايها القعقاع خيلك ذُبِّحت ........ و الموت ينذر ارضنا بتمزقِ
داست فلول الحقد كل كرامة ........ و تمزق الاخيار أي ممزق ِ
نهشت سياط الغدر ظهر احبتي ........ وعلى شفير الهمِّ يعلق من بقي
وسنابل السبع العجاف تَيَبَّسَتْ ........ شحَّ الأناء و جفَّ عطف المشفقِ
يا كهرمانة ان كرخك موجَعٌ ........ مُلئتْ جرارك من دماه فأشفقي
و الموت يفتح كل يوم سوقه ........ و يخير الـتابوتُ فيمن ينتقِ
وجع العراق غدا يباع و يشترى ........ مَنْ يشتري وجع العراق المُغرقِ
أعجبني