النَّغم ُ المَفقُود
عَصَفَت صُرُوفُ الدَّهرِ فِينَا يا ابنَتِي فِي يَومِ سَعدٍ خِلتُ فِيهِ سُرُورُ
نَغَمٌ كَبَدرٍ هَلهَلت أَنوَارُهُ وَنهَارُ لَحن ٍ فِي الحَياةِ قَصِيرُ
فَالثَّغرُ مِنهَا بَاسِمٌ مُتمَنِيٌ. وَجهٌ يشِعَُّ مُلألِئٌ وَنَضِيرُ
هَذيِ الشَّوارِعُ قَد ذَهَبنَ بِفَرحَتِي . . فَإِذَا دِمَاءُ صَغِيرَتِي مَنثُور ُ
يا لَوعَةَ النَّفسِ التي قَد جُرِعَت أًبكِي وَبُركَانٌ بِصَدرِي يَثُور ُ
غَابَت عَنِ الأَنظَارِ في غَيبُوبَةٍ ضَجَّت عَليكِ مَرَابَع ٌ وبُحُورُ
عَجَزَ الدَّوَاءُ عَنِ الشِّفَاءِ وَحَسّرَتا صَمتٌ رَهِيبٌ دَمعُ عَينِي غَزِيرُ
فتَنهَدَت لِلمَوتِ قَائِلَةً لنَا عَمَّا قَرِيبٍ يَنقَضِي المَقدُور ُ
يا بَاكِيَ الأَنغَامِ أَوجِز نَاعِياً قَلبِي لَيَخفِقُ وَالفُؤادُ كَسِيرُ
هَا قَد نَعَى فِينَا الطَبِيبُ مُحِدثاً نَغَمٌ تُفَارِقُ رُوحهَا وَتَطِيرُ
مَوتٌ مَقِيتٌ لُفَّ فِيه ِ نَوَاظِرِي نَغَمٌ تُوَدِعُ لِلغِيَابِ دُهُورُ
نَاحَت رِيَاحُ المَوتِ قَهراً وَيلَتِي قَد جَاءَ وَقتُ اللَّحد ِ والتَّصبِيرُ
مَا حَالُنَا ضَمَّ الأَنِينُ صُدورَنا فَالسعد ُ فِينَا مَيتٌ مَقبُورُ
يَا عَينُ جُودِي الدَّمعَ فِي حُزنٍ أَتَى وَالقَلبُ مِن هَولِ المُصَابِ حَسيرُ
أَوَآهُ مِن نَزفِ الفُؤَادِ فَلم تَزَل رُوحِي تُوَدِعُ لَوعَةً وَتمُورُ
مَا طَابَ يَومِي بَعدَ مَوتِكِ مُهجَتِي، شَمسِي تَغِيبُ ضِيَاؤُهَا مَستُورَُ
فَإِلى لِقاءٍ فِي الجِنَانِ حَبِيبَتِي، وَالقَلبُ رَاض ٍ فِي السَّماءِ حُبورُ
ابتسام ابوواصل محاميد
8-12-2015
رثاء ابنة صديقه (29) عام