مجرد صفعة
لم أعرف غير الابتسامة والركض دون توقف
كان هذا في أول يوم تطأ قدمي باب المدرسة
يومها كنت اركض من تلك الحجرة المليئة بأقراني من الاطفال الى حجرة كبيرة كنت دائماً ما أرى المعلمين يدخلون ويخرجون منها
كنت أركض وبسرعة فائقة حتى اصطدمت بشيء اوقفني وعندما رفعت رأسي شعرت بالخوف والخجل معاً فلقد اصطدمت بمدير المدرسة ودهست على حذائة اللامعة وبدلاً من أن يخرج منديلاً من جيبة وينضف حذائة اخرج يدة وصفعني بقوة ثم تركني وتابع مسيرة الى تلك الغرفة
كانت تلك أول صفعة اتلاقها في حياتي حينها بقيت العن ذالكالمدير حتى انتهاء العام الدراسي الاول وشعرت بالراحة لعدم رؤيته
كنت سعيداً في العطلة المدرسية اركض واتعمد الاصطدام بالناس معضمهم كان يقبلني ويحذرني من الركض سريعاً والبعض كان يكتفي بالقول... ولد شقي.. كان ذالك في أوج ايام الحرب وسيلان أنهار الدماء صباح احد الايام خرجت من المنزل فوجدت الجميع يركضون باتجاه المسجد
فأسرعت بالركض معهم وأنا استمع لنداء امي توقف توقف حتى أنخفض صوتها وابتعدت كثيراً عن المنزل وقبل أن نصل المسجد شاهدنا أمر غريب تجمع الناس على شكل دائرة بشرية كبيرة صامتة ومتجمدة زاد هذا الأمر من سرعتي فوصلت لم أشاهد شيء لكن كنت اسمع وبطريقة متكررة مسكين ما ذنبة وعندما مررت جسدي النحيف من بين اقدام الرجل الذي أمامي لم اصدق ما رأيت أبي ينام على الاسفلت وأسفلة بقعة كبيرة من الدماء كانت هاذه الصفعة الاقوى التي لم استفق منها حتى الان
ايوب الشريفي
بغداد