الفلعة
كانوا صِغاراً
كلَّما اجتمعوا على شطٍّ أشادوا قلعةً في الرملِ
و ابتدؤوا الحِصارْ
الحربُ لعبتهم ،
بنادِقهمْ عصيُّ التوت
ِ أو أغصانُ ليمونٍ طريٍّ مثلهم ..
.كانوا صِغاراً
يتقِنونَ الحبَّ و الأحلامَ
،ينتشرونَ كالأزهارِ في ملحِ الشواطئ
ِ يَنْهَرونَ الموجَ إذْ يعلو
وينسحبونَ كالجيشِ الكسيرِ ،
يوَدِّعونَ قِلاعهم قبلَ اجتياحِ المدِّ ،
كم كانوا صغاراً طيبينْ .
..كبروا قليلاً أو كثيراً
مثلماكبرتْ غِوايتهم
فلوَّثهم رَغيفُ الخبزِ إذْ جاعوا
و لوَّثهُم دَمُ الأطفالِ في ذَهبِ الملوكِ ،
قِلاعُهم شَهَقَتْ
و صارَ التوتُ في الأيديْ بنادِقَ
هكذا كبروا و صاروا يتقنونَ الحربَ
من أجلِ الغنائِمِ أو لمتعَتِهمْ
و يَخشونَ الإقامةَ خارِجَ الأسوار
ِ إذْ أنَّ الطبيعةَ كُلَّها كَمَنَتْ لَهُم
ْ إلا القلاعَ لأنَّهاأبداً تظلُّ على حيادِ الطينِ
كالمرآةِ لا تبكي على مَلِكٍ يُغادِرُها إذا اشتدَّ الحِصارُ
و لا ترُدُّ خيولَ فاتِحها الجديدْ ......
مصطفى الحلو