وقفنا نتدفءُ تحت الشمس
حينما مرت .. على غيرِ موعدِ
وصاح الرفاقُ مُكبرين
يالهُ من غزالٍ .. ناهدِ
إلا أنا إنعقد لساني وفغرت فمي
عنقُي ألتوى يُودعُ غروباً سرمدي
مُتحسِراً وقفتُ أرقبُ أُفولها
وصرختُ بأقدامي .. لا تترددي
خانتني .. كما فعل لساني قبلها
وبقيتُ كأشجار الخريف وحدي
إنفَـضَ عني الرفاقُ يتهامسون بها
غير مُنتبهين لعواصفي ورعدي
كنتُ أغلي ، أضربُ بالكف فوق راحتي
و أُعلقُ إُخرى فوق زندِ
أزفرُ كالسَـهوكِ لا أبتغي سبيلاً
وأحترقُ كالنار من شَجايَ
ووعدي
فَـرُحْتُ أُمني النفس للهِ
مُتضرِعاً
بأن تعود والعودُ في الوجد أحمدِ
ويأستُ وهممتُ بالرحيل مُتثاقِلاً
فأذا بصوت كالعندليبٍ المُغردِ
إستوقفُني قالت : عمت صباحاً سألت
هل لمحت في الارجاء شالاً أسودِ
تصلبتُ لم أُصدق نفسي بُرهة
وصمتُ كالأخرس لا أعي أوأقتدي
وأومتُ برأسي يميناً وشِمالا
عيوني مُعلقةً بًوجهها الامردِ
إستَـغرَبَـتْ من سكوتي فَـضَحِِكَتْ مُقهقهةً
وأحْتَـرتُ تُراني بأي كلامٍ أبتدي
قلتُ لها ونصف ما قلتُ لعثمةٌ
أهلاً .. عفواً .. ما لونُ شالكِ ( الأسودِ )
وعادت لتضحك من الاعماق كطفلةٍ
( أسودٌ ) قد كررتها بعدي
قلتُ لها : تعالي نبحث عنهُ سويةً
عسى كلينا الى شالك الضائِع نهتدي
و وددتُ ونحن نمشي أن أُثير إعجابها
وأن أُطفأ بالروح ﻗَﻠﺒـ♡ــﻴﮯ المُتنهدِ
عيونٌ كالمها ترتدي لونَ الثُريا
وأنا من كُحلها ونظراتِها أرتدِي
خدٌ كالعقيق توهج فتنتةً
وشفتينِ تلمعان كالزُمُردِ
وقدّ كزهرة التوليب حانيٌ عودهُ
وشعرٌ بحلكة الليل حسنُهُ مُتفرد
وجدتُ الشال ليتني ما وجدتهُ
فَرِحَتْ بشالِـهـا ، وضِعْتُ من وَجدي
إبتسمتْ بوجهي فاذا بالطقس ربيعٌ
وٓدَعتني فعادَ ينهشُ البردَ جلدي
ولكن نسيتُ أن اسألها عن إسمها
كالدهشة المرسومة فوق خدي
أيام مرت قبل أن أُعاودَ رؤيتها
ورأيتُها قبل ذبولِ وردي
صافحت عيوني نظراتِها
باحت بشوقها اللاهثِ المُسهدِ
أني أنا هل تذكُرين لقائنا
بغداديةُ الحُسنِ هلا ترُدي
هل أقتربُ منها فأُحييها
أم التزمُ الصبر الحكيم المُرشدِ
أتُرها تتعمدُ إنكاري و جحودي
أم لعلها تنتظرُ مني أن أبتدي
ولكن عيونُها تحكي قِصصاً
أحترتُ بلحاظها الشواردِ
قولي أقبِـلْ إني بأنتظاركْ
او إرحل عني فقلبي موصدِ
هل أُبالغُ في البوح حقيقةً بمشاعري
وأُغالي في تبيان مقاصدِ
لماذا يكون الطريقُ الى الهوى شائكٌ
تباً للظنون ما أقساهُ من وجدي
أأنا الغريبُ في هذا الزمان الصاخبِ
أم إنقرضت البساطةُ في بلدي
إني العراقي السومري العاشقُ
يجري العشقُ على لساني وفي يدي
أُعرضُ عن التعقيد لو أعجبتني فكرةٌ
وأُعبرُ عن إعجابي بلا تردُدي
أنا في الحُبِ عُذريُ وناسكٌ
وفي الغزلِ من الامام أزهدِ
أقولُ عن الجميل جميلاً كوجهِكِ
وأرى المُنكر لجمالكِ كالمُلحدِ
أني أروم الوصل يا أبنةَ أدمٍ
فلا تُعذبي فؤاديَ المُجهدِ
سألتُكِ الوصل إن كان مُمكناً
فأن لم يكُن فلا تأتي يوم الأحدِ
تمنيتُ لو لدي دواة ابا الطيب
وإلهام إبن كلثوم وحنكة المبردِ
لقلتُ فيكِ شعراً ما قيلَ في إمرأةٍ
ما مر في ديوانٍ أو ضمهُ مُسنَدِ
كل ما أرجوهُ أن تكوني حبيبتي
شمسُ الحياة أنتِ يا كُل وجدي
جلال
السهوك : الريح
شجاي : من الشجا اي الحسرة والندم