====بسمة الصباح====
------الوزن والانسان---------
من المعروف بان قيمة الشيئ تنبع من مدى الاستفادة التي تفرز على الجميع وبالتالي فإننا نجد قانون العرض والطلب هو الفيصل في وزن الأشياء وتقدير قيمتها في أي مكان --وقد تكون الفائدة مادية أو فكرية أو معنوية وهذا متعلق بالشخص نفسه -وبتقديري ينبغي علينا جميعا ان نسعى إلى حيازة كل ماهو متاح لدينا والغوص فيه لأخذ الفائدة المرجوة منه----
فالذهب مثلا"قيمة مادية نسعى اليه -نحافظ عليه -لكونه يحقق الفائدة المادية كذلك الأوراق الأدبية أو الرسائل التي تغذي العقل بمنطق ايجابي للوعي والادراك ولكننا جميعا يهدر قيمة هذا الامر وبالتالي فهو خارج قانون العرض والطلب وخارج نطاق التكالب عليه علما بأننا نستطيع أن نوازن في رغباتنا المادية والمعنوية وأن نسعى إليهما بالتساوي لوجود علاقة متينة بينهما قد لا يراها إلا العاقل المدرك لمنطق الدنيا---وهنا تحضرني قصة من الخيال لتأكيد قولي فهيا لنسافر في خيالنا إلى اسرة ذهب ربها في رحلة عمل طويلة لجمع المال وبعد فترة أرسل مبلغا من المال ورسالة وضعت في صندق جميل دون ان يفتحوها للقراءة وتوالت الاحداث برسالة ومال اخر وفي كل مرة يصرف المال وتركن الرسالة بجانب اخواتها في الصندوق دون فتحها حتى عاد الوالد من رحلته ليسأل عن زوجته فعلم بإنها توفيت --كيف ذلك ألم اخبركم بضرورة نقلها إلى المشفى المركزي المتخصص لعلاجها -ألم تصلكم رسالتي --نعم وصلت ولكننا لم نقرأها -حسنا واين أخوكم ---لقد سافر كما اخبرك ولم يعد باستطاعته العودة بسبب الحرب --سافر وأنا قد أعلمته برسالتي بالحرب المشتعلة هناك --نعم سافر لأننا لم نقرأ كافة الرسائل --فجًل اهتمامنا كان يدور في صرف المال والاحتفاظ بالرسائل في صندوق وضع في مكان جميل لنراه في كل لحظة نمر من أمامه --موقف وقصة من الخيال نراها في حياتنا اليومية بأشكال عديدة وأقرب شيئ لذاك الخيال كتاب الله جل شأنه --في دفتيه دستور حياة بأكمله --في حروفه دواء لكل داء على كافة الاصعد ولذلك فأننا نركنه في زاوية جميلة من المنزل وقدنرى عدة نسخ منه موزعة في انحاء الغرف وكل مايقدم لهذا الكتاب بعض من القبل دون أن نستخلص من قراءته الفائدة المرجوة منه -----فيا ابن ادم اعلم بأن كل شيئ في هذه الدنيا له وزن وقيمة مهما صغر شأنه ولا تستهين بما هو معنوي لأنه اساس الحياة المادية----صباح النور
----------المحامية رسمية رفيق طه---------