ما أكبر عاركم
زمن لا يشبه الأزمنة
وحصاد الوقت جاء
يرتدي الدمع أغنية
والزمن صيف الشتاء
أسمع صوتي صدى
وغبار يملئ الأجواء
من ينجد وحدتي
وأفعالي أجدها هباء
شراييني يغزوها رماد
وعوسج رايته سوداء
أتتني تحمل محبرة
والحبر نجمة حوراء
قلت لها منيتي
أنت الطبب والدواء
أنت صرح الأجنحة
أطير بك نحو السماء
فكان تاريخي زوبعة
إعصار هزم المساء
أرداني بغابة مقفرة
أواه يا آه الأشياء
كنائس عمري محزنة
وأجراس تبعثرت أشلاء
مساجد بدون مأذنة
صلاة بغير انحناء
ما تلك أنثى عابرة
ولا ذاك بزغ الضياء
الروح أمست مغادرة
ترتجي منكم الدعاء
جرمها أنها صادقة
والصدق ديدن الأشياء
ترتطم بكينونة عابرة
نحيب يتلوه بكاء
طيوري حلقت مهاجرة
تلتحف الجرد والبيداء
أيها القدر ها أنا
أتشدق بكلام هباء
أزمنتي ما أكبر عاركم
وعار على قلبي الأصغاء
إن لم أكن سيد الصومعة
فلا داعي للمكوث والبقاء
أغاني الموج صاخبة
وصيحة البحر غثاء
ما هذا الضياع يا فاتنة
ناي حزين وربابة خرساء
أنتهى زمن الاوسمة
وطيب التمني بلا رجاء
من يعزف لي لحن صمت
من يقول لي كيف الوفاء
هل لأنني سوري أكون
مهمل بالزاوية الصفراء
عار عليكم أقوالكم
فأنا والسحب سواء
مكاني العلا بكل تاريخ
وأحرفي تعانق العلياء
عار عليكم قولكم
وعار علي البكاء
حين سمعت اصداءكم
روحي آثرت الأنكفاء
_كلمات الشاعر عاطف حجازي_