ابدأ العَزفَ..
///
للحكاياتِ جراحُ الليلِ يُهديها على صَمتٍ
كأمواجٍ تَناءَت مِن جُنونِ الأمنِيات...
حينَما أرنو إلى أوجاعِ أيّامي على هامِ المَسير
ظَمَأُ الأسفارِ يُهديني صَداهُ القاحِلَ النّائي
كَم لِقَلبي أن يُعاني مِن رُؤاه؟
والهوى يأتيهِ مُضنًى مِن مَيادينِ الشِّفاه..
وأمانيهِ صَداها قرَّ ما فوقَ الحياة!
أيّها اللّيلُ الذي يجتاحُني...
يمحو سُكوني ، ثمّ لا يَمَّحي
إنني أومِنُ أنّ الشّمسَ لا بدّ ستأتي..
حينَ يَنسى مَلَكُ الأشباحِ ظلّه...
ويُناجي وارِفُ الأحلامِ مَرقاهُ ...
ابدأ العزفَ، دعِ المكلومَ يسلو ما اعتراه.
خلِّ نوحَ الرّيحِ يذوي في تَراتيلِ الحياة.
آنَ للأشواقِ أن تحظى بما عاشَت تَروم.
أنَ للأطيارِ أن تتلو على الأغصانِ ما تحكي السّوافي..
في المجاهيلِ العنيدة.
آنَ للمصباحِ أن يَنسى جُنونَ الرّيحِ كي يَهدي سِواها..
هكذا يغدو الصّدى فينا حَكيما...
والخُطى تَهوى صَداها.
أيُّها الفجرُ تجَلَّ الآنَ في كوني،
وخُذ في أغنياتي مَوقِعَك.
أنَذا العائِدُ مِن دَأبِ امتِطاءِ الأمنيات؛
أتمنى الموتَ في لحظَةِ نشوَة،
آخِذًا مَعزفَ إحساسي بقوّة،
فاتِحًا قَلبي لتَنسابَ اللّذاذاتُ إليه،
مُستَفيقًا مِن ضَلالِ الأمنياتِ المُبهَمَات،
كَم أتَت تُهدي ظَمانا في ضُحى تموزَ ظِلّا.
وكَسِربٍ من يَماماتٍ هَفَت من بَعدِ ما طالَ الخَريف...
لِنَدى عُشٍ رحيمٍ في مساعيها تجلّى،
أيقنَت أنّ الأماني حَظُّ روحٍ بالمَغاني مُفعَمَة..
....... صالح أحمد (كناعنة) .......