ـ هذا ما أفعله أحيانًا ـ
1 ـ
سَأنحَنيء قليلاً
فِي الرياحِ العاليةِ
ـ هذا ما أفعله أحيانًا ـ
وأتْركُ يدَّ الرَّيحِ
تُعَزّرني بأسواطها
ذَلكَ لخطأي
عندما ألجُّ نَسِيمَ الجَنوبِ
بصفيرٍ أشْولٍ
2 ـ
أنْفخُ بكلِّ ما أُوتيتُ
مِنْ رِباط رِئتي
ـ هذا ما أفعلهُ ـ
لــ أُواري سَوءةَ حَجَري الخاطيءِ
فِي التّصويبِ
3 ـ
أصابعُ الرّيحِ تَسْتَهزأُ
دومًا ـ
مِنْ مَقَابِضِ النّافذةِ العَليلةِ
4 ـ
جَسدُ النافذةِ ؛
محطةٌ دائمةٌ ،
لراحةِ كفّ الرّيحِ
5 ـ
لايمكن أنْ يصمدَ كثيرًا
ضرسٌ فِي فَمِ النّافِذةِ
تَرنّحَ كثيرًا وأصيبَ بالإعياءِ
أمامَ صوتَ الرّياحِ الحَكيمةِ
6 ـ
تلكَ الأُمنيات الّتي تَدّعي
أنّكَ أودَعتها الشّمع وأعواد الآسِ
أطفأتَها الرّيحُ خِلسةً
بظلمةٍ تَحتَ الجِسرِ
تَلعَنُ حِكمة القَمَرِ عَلى جانِبيهِ
مثلَ طِفلي ،
يَنْفُخُ بكلِ ما أوتي مِنْ غِلٍ
لشمعةٍ أخيرةٍ
لِيخلو لهُ وَجْه الظّلامِ
لِلَحظَةٍ ،
فـ يُمَرّرُ قوافلَ الشّتائمِ سريعًا عَلى
شَيْبِ أبيهِ المُشْتَعلِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طارق علي