قصيدة بعنوان " ألسّراب "
مؤقتاً أُسميكْ
في انتظارِ تجلِّيكْ
حاديَ أحلامِنا إذا أخرنا الرحيلُ
لا انت ذكرٌ و لا أُنثى
فارسٌ بلا أوسمه
أرستقراطيٌ بلا خدمْ
لكن الآلهة نصبتك حارسَ العدمْ
لك بعضٌ من صفاتِ القيامةِ
غَبِيْ ، كأي نَبِيْ
يظن أن النبوءةَ بالوراثةِ
تأخذُ لونكَ مما حولكَ
تركضُ كأنك تركضُ
ملغومٌ كحصانِ طروادةَ
و نحن سنديانةٌ قلصتْ قامَتها
حين آلمها ظلها القليلُ
فظلُّ الغريبِ فيك أخ ظلِّ الغريبةِ
حاجبُ فرحتها الحزينةِ
لا عليكَ ياحارسَ العدمْ
إذا غَضِبَتْ أيائلُنا
و ضاعَ سر رحلتنا و الدليلُ
أو خسرنا قافلةً
كانتْ تحمل كبرياءنا على يديكْ
أو جردكَ السحابُ من سلطتكَ ساعةً
لا عليكَ ، لا عليكْ
أُجافيكَ أُناديكَ
أسمعُ خطوكَ في رنةِ الهاتفِ
تطلُّ من باحةِ فنجاني
حدائقي المعلقةُ أنتَ منفايَ
لعبةٌ تسلي عواطف رحلتنا
يا حزننا الطويلُ
لكنك أكثرُ جُبناً من الثعالبِ
حينَ يفاجئكَ سربُ الظلامْ
تختفِي في أصغرِ جُحرٍ
ربما تسلَّقتَ نخلةً كي تنامْ
تجلَّ يا حارسَ العدمْ
و كنْ ما تريدْ
كن ملجأً لجفونٍ خاصمها الهديلُ
كن بديلاً لريشِ صغارِ القطا
لصفاتِ الصباحِ ، كن وديعاً
يا حبنا و يا صبرنا الجميلُ
كن قاسياً كما تريدْ
و احْتكر عواطفَ نطفتِها
متى إتْخَدتكَ أمي وصياً على دُملجها ...
و أنت تمصُّ دمَ خطوتها كباعوضةٍ
ففي رئتيْ كمنجاتِها ينام الصهيلُ
الشاعر أحمد بوحويطا أبو فيروز
* المغرب *