قصة قصيرة
للشاعر والا\يب رمضان عزوز
القاضى
يحكى أنه فى سالف العصر والأوان .. جاء رحل الى قاضى المدينة .. وهو يصرخ من الالم .. وكانت ثيابه ممزقة ..وقد امسك بعينه .. التى كان الدم يسيل منها بغذارة .. ولما ساله القاضىى اجاب . سيدى القاضى ان جارى ( سالمان) هو من أفقدنى عينى.
أرجو أن تحكم عليه بالاعدام أو بالسجن جراء ما فعل بى ..
نظر القاضى الى مساعده وساله عن رأيه .. فأجاب مساعده بضرورة القصاص والحكم على ساللمان بالحبس لانه تسبب فى فقد احدى عينى الشاكى .
فابتسم القاضى ابتسامة صغيرة . مشيرا الى مساعده بالانتظار والتروى .. وأن لا يسرع فى الحكم .. لأنه استمع من طرف واحد فقط من اطراف المشكلة ..
فقد كان معروفا عن قاضى البلدة بأنه رجل حكيم .. عادل .. يزن الأمور.. ويحكم بموضوعية وحكمة وان السنوات قد شكلت خبراته الحياتية .
فأمر القاضى قائد الحرس أن يذهب بجنوده لدار الجار سالمان واحضاره الى مجلس القاضى ليمثل أمامه .. وعندما عادوا وكان معهم رجل فاقدا عينياه الاثنان .. وفى حالة يرثى لها .فسأللهم القاضى : من هذا؟ فأجابه قائد الحرس انه سالمان يا سيدى القاضى الذى امرتنا باحضاره وهو جار الشاكى ..
فلما سأله القاضى من فعل بك ذلك يا رجل .. فاجابه : انه جار لى يدعى شيخون .. تعدى على بالضرب المبرح لما طالبته بمال كنت قد اودعته عنده كأمانه .. ولما حاولت الدفاع عن نفسى .. لطمته لطمة شديدة افقدته احدى عينيه ..
فنظر القاضى الى مساعده الذى اشار برأسه الى قاضيه بأنك على صواب .. ونظر القاضى الى شيخون وسأله : هل انت من افقد جارك سالمان عيناه .. فأجابه شيخون : نعم يا سيدى القاضى .فطلب القاضى من حراسه ان يذهبوا بالرجلين الى طبيب البلدة لعلاجهم على ان يأتوا بهما فور علاجهما حتى يتم محاكمتهم .
ولما حاول مساعد القاضى ان يعتذر للقاضى عن تسرعه فى ابداء الراى قبل ان يستمع للطرف الاخر... رد عليه القاضى بأنه لا عليك ولكن تعلم ان لا تسرع فى الحكم على الاشياء بسرعة لمحرد أنك استمعت لطرف واحد من اطراف المشكلة وعليك ان تستمع الى باقى اطرافها حتىى تحاط علما بكل جوانب المشكلة حتى يأتى حكما صائبا وعادلا
بقلمى رمضان عزوز