و كل صباح كعادتي منذ عام الرحيل..... أجلس على طاولتي منعزلا عن الجميع..... و أمامي كوب قهوتي...... أنظر إليه و أطيل..... تتصاعد الأبخرة منه..... لترسمك الأبخرة أمامي...... أطيل النظر لازلت..... فأنا أشعر بظمأ رؤياك....... تبرد قهوتي..... و أقوم بإشعال سيجارتي..... و أدخن...... و يتصاعد الدخان أمامي........ يرسمني و يرسمك بعناق لا ينفك أبدا..... حتى نتلاشى بعيدا في السماء...... و يتلاحق الدخان...... و لازلت أنظر كى لا أشعر بالغياب...... و تنهى سيجارتي...... و يتصاعد الدخان ليمتزج الدخان بالهواء...... و أنظر ثانية لكوب قهوتي التي أصبحت باردة...... أرتشف منها و أذكرك أيضا...... فقديما كنت أنت تبدأين بشرب أول رشفة من قهوتي...... كنت تقولين حتى لا تباعد بيننا الأقدار....... حتى نظل معا....... و لا يغرق أحدنا في دوامات النسيان....... و تنتهي قهوتي........ و أقوم....... و أنت لازلت ملئ ذاكرتي التي تأبى أن يزورها النسيان.........و تسير خطواتي..... لأدخل دوامة الواقع من جديد....... على أمل أن يعود بك الرحيل...... و نعود كما كنا عاشقين من جديد....... و تسعد بك ذاكرتي و يسعد القلب و تنطفئ ألسنة اللهب التي لم تنطفئ منذ عام الرحيل
بقلم محمد الزهري
6/2/2016