أيها السادة المخبرون عني
أكذب عليكم
إن قلت لكم أني
لكم كنت أكتب
و لا لي أنا
سادتي المخبرون
حين أكتب
أكتب
أنا قد مر علي دهر
ظللت فيه أكتب
دون أن أعلم
لماذا ولا لمن
أنا أكتب
نعم أنا في يوما ما
قد أظن أنني
حين أكتب
أكتب رسالة غرام
أو قصيدة شعر
أو قصة قصيرة
و لكنني
من غيرما أدري
أباغثني متلبسا
بمسرح الكتابة
و في يدي الفأس التي
كثيرا ما شققت بها
الوجه الأبيض لعشيقتي
و كم عشيقة ظننتها
نفس العشيقة
و كم فأس ظننتها
نفس السلاح
و لكنني
أيها سادتي المخبرون عني
قد شوهت وجوه عشيقات الكثيرات
خدشت حياءهن بمحراثي
صبغتهن بالمراثي
صبغتهن بالآهات
حملتهن عذاباتي
و ما ظننت يوما
أنني لكم كنت أكتب
فإن كانت تهمتي
جريمة الكتابة
فما كتبت سطرا
بنية الكتابة
بل هي كانت تأخذني
تستفرد بأوقاتي
تحرمني العيش مع أمثالي
تجعلني شخصا منعدم الأمثال
منفردا متفردا
منزوا في بقعتي
بين الضجيج و الضوضاء
لكن لا شيء كان يوقظني
و معشوقتي
إن هي شاخت
و امتلات بالكلمات
دفنتها في جيوبي
و أخرجت معشوقة أخرى
كم أحببت بياضها
كانت من جنس الكواعب الأبكار
بيضاء كاللؤلؤ المكنون
لكن يا ويلتها
إن هي تحرشت بها
فؤوسي و آلاتي
أقبض عليها تحت دراعي الأيسر
أجعلها حقلا مزروعا
بالخطوط المنعرجة
بالكحل أزينها تارة
و بالأزرق حينا
و أحيانا أصبغ وجهها
بالليل الأسود
و ما كذبت عليكم
أيها المحققون في قضيتي
معترف أنا بكل جرائمي
قد شوهت وجه كل عشيقة
تجاوز كل الأرقام
في جرائمي
فعجلوا بعرضي
على أنظار السادة القضاة
إنني تعبت كثيرا
من استنطاقاتكم المرهقة
و قدموا لي عشيقة جديدة
من فضلكم
فقد عاودتني من جديد
نوبة الإدمان
على تشويه الوجوه
البريئة في البياض........
********************** محمد المعين العينقان عبد المستعان