قصص الآباء
بين كل حين وآخر تعود إلى الذاكرة قصص الآباء
كم هو ممتع حديث الكبار وخاصة الآباء
قصص الآباء تعود بنا إلى حيث نحلم أن نكون فتمزقنا شوقاً وتقتلنا حنيناً وكذا تساعدُنا في بناء حلم المستقبل الواعد.
ترى من أين جاءت قصص الآباء !!؟؟ هي قصصٌ للحياة والموت والسعادة أرادها الله وخطتها الشهور والأيام، أمّا بالنسبة لي فإن تلك القصص تنير فيّ حكمة لقمان وصبر أيّوب وتزرع في نفسي قناعة يونس وحِلم يعقوب وتحمل لي البشارة كأنها بشرى عيسى ابن مريم البتول وتمنحني ثقة محمد بن عبد الله في دينه الجديد -عليهم أجمعين أزكى السلام.
ما أحلاها من أيام تلك التي كانت تحتوي إحدى هذه القصص فيكون يوماً يبدأ حينما تغفو عيناك لترقد أما ما سبق فيبقى حلماً سماوياً، لا ليس حلماً بل إنه ليرقى لمستوى الرؤيا.
ذات مرّة راحت تُروى على مسامعي إحدى تلك القصص فأحسست حينئذٍ أني أتنقّل على ألوان الطيف ، بدايةً كنت على وشك أن أغرق في بحر الحب واستنشق نبض الحياة في النجيع وبعدها أُضرِمت بداخلي براكين العالم وكدتُ انفجر لولا شمسُ الحكمة التي مدّتني بنورها فأبصرتُ أصل الحياة وكينونتها ومن ثم تدرجتُ إلى الطبيعة فعشتُ معها وشاركتُ بحفل زفافها فرقصتُ مع أطيارها وشدوتُ مع أزهارها وقدمتها عروسا للقمر فتوحدا معا وأصبحا نجماً عملاقاً لن يبوح بأسراره لأحد وإذ به يتسامى ضياءاً ويتألق بريقاً ويبّهرُ لمعاناً ويكأنه كوكبٌ درّي ، وعدتُ بعدها إلى البحر لأسّتمد منه جبروتي وأخطّ كلمات بمداده فاكتب كلمات أقوى من القوّة وأقسى من القساوة وأصلب من الصلب ثم راحتْ تراودني أحلام اليقظة فانتشيتُ بهدوئها وصفوتُ بصفائها وانتقلتُ معها إلى دوحة النفس فصرتُ أنهلُ من معينها واستسقي من أنهارها ووصلت لأحلام الفتيات البسيطة بفارسٍ على حصانٍ أبيض وزفافٌ أسطوري وانتهيت من كل ذلك إلى عالمٍ تفوّق بياضه على سُمرتي فغمرني السلام وطاب لي الإيمان فأصبحت مسلماً وأمسيت مؤمنا .
هكذا هي أيامنا تجعلنا قصصاً تُروى في المستقبل كذلك هي قصص آبائنا لم تكن في أصل بدايتها سوى حياتهم اليومية وهمومهم المتكاثرة ومغامراتهم مع القدر والحياة وسنغدو نحن فيما بعد قصصاً للحياة والموت والسعادة.
#بقلمي_الفقير_لله_خالد_حميدة