ولدي أشعرُ مِني حينَ يَقول :
أما يَكفيكَ شِعرًا يا "أبي"
رأسُكَ
صارَ أكثر بياضًا من القمرِ
ووجهكَ
أقل نقاوةً من سبائكِ الشُعراءِ
فلماذا تلّوحُ بظاهرِ كفّكَ الأسمرِ
لتُخفي
سوادًا أكثر قتامةً من سخامِ الشّعرِ
بباطِنهِ
وتهشُّ على قطيعِ أشواقنا المُصطّفِ
بِعِصّيكَ الخَمْس
نحنُ قطيع الغُرباءِ أيها الرّاعي
ننتظرُ سَوادةً لعباءتكَ
بعمرِ الّليلِ،
لنَزهوَ بهاءًا بالعُتمةِ أكثر تلكَ العُتمة الّتي
تُشْبهُ تمامًا؛
لون هالاتِ الأنتظارِ على جادّةِ الدّمعِ
حولَ عُيون امي؛
حبيبتُكَ الّتي تدّعي النذرَ لها
بعمركَ المُتبّقي
وهو لمْ يبق منهُ سِوى
قارورةٍ من دمكَ الأسودِ تَمنحهُ دومًا
لرُعافِ قصيدةٍ مُزمنٍ
فإلى مَتى ياأبي وأنتَ
تَرفُل اللّيلَ
قماشةً من أعمارنا
ليبدوَ أكثرَ أتّســاعا
وتُقصّر من أكمامنا
وتُبدي للآخرينَ
ذِراعنا أعلى هَمّةً وأكثر فُحولةً
من عرائشِ العنبِ
وعضلات وجُوهنا العابسةِ
فضيحة،
لفرطِ ما تَجرّعنا من الحِصْرِمِ
طارق علي بقلمي