قصه قصيره
لاحت خيوط الفجر وعلا صياح الديك معلنا بدء يوم جديد فتململ ابو محمد فى سريره منتظرا اذان الفجر
وامتدت يده تبحث عن نظارته الطبيه تحت الوساده وهو يتمتم بكلمات الاستغفار والحمد لله
نهض من سريره يملؤه النشاط مشمرا عن ساعديه للوضوء استعداد للانطلاق للمسجد بعد ان تناول لقيمات تعينه على بداية يومه .
قبل ان يستقل حافلته الوحيدة بالبلدة التى تنقل الركاب من نابلس الى رام الله تفحص الحافله وتفقد الكوابح حتى يطمأن على سلامتها فهو يحب ان يتقن عمله ويبذل اقصى جهده لراحة ركابه .واخذ ينادى باعلى صوته عن موعد بدء الرحله وما ان امتلئت الحافله بركابها من كل القرى المحيطه والمجاورة حتى انطلق بفرح وسعاده والغبطه تعلو فؤاده نحو مدينة النار المكلله بالغار وعند اقترابه من احد الاوديه قطعت عليه كتيبه من الجنود الانجليز المدججين بالاسلحه اوقفوا الحافله وصوبوا بنادقهم نحوها مما جعله يتوقف تحت تهديد السلاح .
امروه بانزال الركاب من الحافله صاعدين مكانهم امرينه بالقيادة الى مكان يجهله
انطلق ابو محمد نحو الهدف من خلال مرتفعات اللبن وهى منعطفات شديدة الانحدار والخطوره
وعند اقترابه من قرية اللبن رأى بالسهل الممتد امامه معركه حامية الوطيس تدور رحاها بين الجنود الانجليز ورجال المقاومه الفلسطينيه فادرك على الفورالموقف وبان من يستقلون الحافله معه هم مدد ودعم للجنود الانجليز حتى يتمكنوا من القضاء على المقاومه فاخذ على عاتقه ردعهم وعند اول منعطف يرتفع باكثر من عشرة امتارعن سطح الارض اطلق العنان للحافلة وضاعف من سرعته منزلقا بها نحو الهاويه ليلقى حتفه ومن يقلهم معه من جنود انجليز لتستقر اسفل الوادى مرددا الشهادة شاعرا بالرضى لمشاركته اخوانه المجاهدين فى الزود عن وطنه سعيدا بلقاء ربه مخلدا اسمه فى قائمة الابطال
تاركا ذكرى رائعه للتضحية بالنفس على مرتفعات اللبن .
انه صورة من صور البطولات التى نفخر بها .نقدمها لابنائنا قدوة فى حب الوطن وتقديم كل غال ونفيس فداء له .
فكريه بن عيسى