لو عَلمت برجوعكِ شـوقاً ............. لنثرت أهدابي بطريق المسير
وجعلت عيوني جُنداً وحرساً ................. كي أُصْبح بالركب بصـير
وأصـبُ ماءّ المقُـلْ صبـاً ........................ أُسْقيك وإن صرْتُ ضـرير
وأنزع جلدي أخيطـه فّرشاً ................ويصبح جسدي لديك سفير
وأشُيـد لك بالقلـب بيتـاً .....................وأعيش بقربكِ وأنت الأمير
فأنـت المني وكل منـايا ....................ولست بطامع ولست أجيـر
ولا أشـترى زيـف الحنايا ........................وعلى قـدر النـزال أُغِـيرْ
وقد رضيـت البعاد كرهـاً ....................وعشقت البيـد مثل البعـير
فوجدت بين الصخور حناناً ............... وأنست الرمال ولفح الهجـير
فإن عُـدتَّ لطعـنْ الحنايا .................... فلن تكون بعشقي جـدير
فارحل بذاتك عن مضاربنا .................. فلست نبيـاً ولست بشـير
في بعدكٍ عشقت نخيل الفلا .......... وسيف الرحى ونوم الحصـير
فنحن عُـربً نحب الوغىّ ............. وغسل الهموم فى ماء الغـدير
ونسوق الرماح بدف الرحىّ ............ ويمسى رامينـاّ بالقيد أسـير
ونذوب عشقاً ولداناً وشيبا ................وخلف النساء أبداً لا نسـير
ويكفى البطون قليل الثمار ................والنفس تأنـف لبس الحـرير
فشظـف العيش متاع لنا ............... ونمـدْ السواعد لمن يستجير
نعطى الأمان بصدق النوايا .................. لمن بالخفـاءِ بالُضـرٍ يـدير
فلا تظن شيمتنـا ضعفـاً ...................... وكن مـن الحلمـاء حـذير
هـذا ندائي فأصـغى اليه ...................... وانا لك الصـدوق النذيـر
نعـم أحبك بملء الحواش ................ وأحمل صبرًا لا تطقه البعـير
فإن هوايا قـولاً وفعـلاً ......................... تجده مروجـاً وفُرشْ وثـير
وإن عانيتَ بالصبِ ظلماً ........................ تـراه ناراً وقلب السعـير
فلا يغرنك هـدوء البحار ...................... فالنسـر مثل الطيور يطـير
فكن على قـدر الغـرامّ ......................... قلبـاً جميـلاً وقمراً منيـر
أبوالعلاء حرز