يا وطني الأخضر
الشاعر خالد اغبارية
دقَّ قلبي عند الصبح
مددت حنيني كي يسكته
لكن شوقي منعه
سكت حنيني
فوق جسدي
دق قلبي دون هوادة
فامرت حنيني
شيئا آخر
لم يتجاوب
لم يفعل شيئا
حتى وطني
كل ما فيه
تمرد ضدي
فبقيت أسير حنيني
صرت غريبا في وطني
فليقتنع شوقي
بالموجود الواقع
وليمر الزمن
دون وجودي
هي قصة حنيني
قصة بعدي عن وطني
******
من يوم ميلادي
أصبحت غريبا في وطني
بعيدا عن بلدي
يا وطني الغالي يا وطني
أينك يا وطني
من بعدك يحميني
من ينثر عيق الزهر فوقي
من يرسم نحيل بيسان
الذي مات كمدا
في براثن حقود غادر
يا له من قاتل
محى الأخضر واليابس
عطش الحقل
ونسي النخل بالكامل
من يرويه ويرويني
الماء صار أحمرا سائل
صار الوطن بالتشريد
بالتهجير
بالقتل الغاشم
من فعل الحقد
الأسود .. الأعمى
الزائل
* ****
وطني رأيت فيك
كل الدنيا
نورٌ أنت يا وطني
يا وردا جوريا احمر
يا وجها حلوا أسمر
يا قلبا صافيا بِرّاً
من فيك يصنع معروفا
من فيك ضد المنكر
القتل فيك
صار ضمن الجدول
ضد هذا الشعر الأعزل
أين حدائق وطني الحلوة
أين الجوري والزنبق
هذه القمامة
حلّت بدل الزهر
والجدار مكان الشجر الأخضر
وأصبح وطني سجنا أكبر
*********
وطني ماذا افعل
وما عساه غيري أن يعمل
أصبحت مسجون الآهات
أذرف الدمع من الويلات
أحن لماضي الحنان
وتملأ قلبي الأحزان
أتساءل ..
عن قدس ذهبت
وفي أحضان الماضي تنام
أتألم ..
من بُعدي عن وطني
وأنا فيه
وأبحث عنه في وطن آخر
أين الشعب
المناضل
الصاب
أين الفدائي الثائر
ضد الغدر
والجور الأعمى
ضد تمزيق الوطن الواحد
*********
ماذا أفعل
وبم أنصح غيري أن يفعل
لا بد أن نتحرك
عند الصبح يا وطني
لا بد من تنفيذ الأمر
أن لا تسكت
دقّات القلب
كي نحيا بعد رقاد
لنمارس العمل الصغر
لنجيد العمل الأكبر
من يعشقك يا وطني
هي الأيدي السمر
تحميك .. تتوحد
لنلغي كابوساً أتانا
لدفن الشر
نربي شعبا
نبني حضارة
كحضارة كنعان
نروي الزرع
وينمو
ونرى الزهر يزهو
في كل شبر
يا وطني الأخضر
فيك يعبق الزهر
نحو القمر
نحو الدفء
نحو نور عند الفجر