قصيدة بعنوان " عيناكِ على مرمى حجرْ ..."
كيف أراكِ وعيناكِ بعيدةٌ على مرمى حجرْ
تعلمين حمامة كيف تحمل السلام بمنقارها
أنظف شرفتي ما استطعتُ من جنوحِ الإستعارةِ
عن الإشارةِ ، فى أي مكانٍ خفيفٍ على كاهل الأرضِ
أكون منفاكِ الوحيدَ اللذيذَ
عشاً لطائرٍ يمرن موته كي لا تؤلمهُ أصابعُ القدرْ
لهذا الطينِ رائحةُ عباد الشمسِ
ورائحةً أراها غريبةً عن اللمسِ
أتلو على شرفاتِ أمي البعيدةِ اعتذارَ الطيبينَ
على ذراع يأسي تحط الفراشاتُ حملها
و أمشي أنا كالعابرين السبيلَ الطويلَ
إلى غدي خائفاً ،كنحلةٍ جرحت أقحوانةً
تعيدني رائحة الحلم إلى أسئلتي
يعيدني إليك خوفُ القتاراتِ من ردة حزنها
قلت خذيني إلى ليلكِ ،إلى حكمةِ الغريبِ
كيف يحمل ظلاًّ كسر ظهرهُ السفرْ
و طيفكِ رمادي ، لكنه يؤنسني
كيف أراكِ وعيناكِ بعيدةٌ على مرمى حجرْ
فبعد عينيكِ لا سبيلَ للموجةٍ كي ترى أمها
كم سأحتاجُ من غيمةٍ كي أقول أنكِ لي
و يعتذر بإسمي إزميلٌ خدشتْ يداه صمتَ الحجرْ
و تسألني كم مرةً ستجعلني قمراً
قلتُ ياليتني كنت ترابا
فتغسلني الغماماتُ
فللحمامِ مهنةٌ غيرَ البكاءِ ، في الأساطيرِ
قالت يداكَ ليست خرابا
لكي تأوي غراباً هزمتهُ حباتُ المطرْ
أنا سيدةٌ على الترابِ
تقول و أنتْ...!
أتحسسُ نبضها خوفاً عليها من الجوابِ
أتركها ليكملَ رحلتهُ في أرضها غدي
تجيبني ...
للخريف في ضفيرتي طعمٌ آخرَ
لا رائحةَ ظلك تحملها رياحُ الجنوبِ
خوفا من اللصوصِ
عما غدٍ قلتُ سأفتح أزرارَ القميصِ
أرى نهديك نجمتين تختصرانِ صمت القمرْ
الشاعر أحمد بوحويطا أبو فيروز
- المغرب -