قصيدة " صدقُوا القُبَّراتِ و لو كذَبتْ " - كاملة -
أنا مِنْ على موجتي أسْتَنْسِئُ حُلْمي
و أستنسخُ عطركِ لأصبحَ أكثرَ كثافةً
لأقطعَ المسافةَ بين قلبينا سيراً على الأقدامْ
صدِّقُوا القُبَّراتِ و لو كذَبتْ
أن قليلاً من مطرِ حُزيرانَ الخفيفِ
يكفي لكي ينقذَ العطارُ أحفادَ مندرينة
و من حقنا أن نحاكمَ من زارَ متحفَ جرحِنا
و لمْ يسألْ نُوحَنا لِمَ ينوحُ الحَمامْ
يانُوحَنا لا تؤاخذنا إذْ نسينا
أن نقولَ عليكَ السلامْ
نسينا أن نسألكْ
لِمَ لَمْ يكنِ الجُوديُّ شمالاً ...!
ليتَ أُمنا لم تقلْ هيت لكْ
و طلبتَ منا أن نهادنَ الغرابَ
و أن نغلقَ بابَ النهارِ خلفَ دجاجاتِنا
نسيناكَ حين خرجنا نجمعُ الخراجَ لكْ
نسينا اللَّه َ...
و عاشقينِ حائرينِ يتبادلانِ الرسائلَ
لكنْ عناوينُ اللقاءِ المُمكِنة
شردتها أصابعُ الرُّكامْ
يا فرحَنا لا تقسو علينا كَأُمنا
و لا تُكَفِّرْ حُلمنا ، فما نفعُ الوجعْ
إذا لمْ يلدني شجراً أو حجراً كما أريدْ
و يا نُوحَنا خسرناكْ ، يومَ أتعَبَنا الحُبْ
في غيابكْ ، من سيقنعُ الربْ
كي ينفخَ في حصانِ طروادتَِنا
يرجعُ إليه نكهةَ الصهيلِ
و يصدِّقَ مثلنا القُبَّراتِ و لو كذَبتْ
من يركبِ البحرَ لا يخافُ الزُّكامْ
الشاعر أحمد بوحويطا أبو فيروز
- المغرب -