قصيدة بعنوان " قناديلُ البحرِ لا تضيء "
يا امرأةً بقلبينِ أشعتينِ
يُرددانِ مقاطعَ جرحٍ قديمْ
يُسلي ظلينِ نحيلينِ
في طريقنا إلى ليلِنا ... وحيدينِ
وَ قلبي سعيدٌ بما تقول يداكِ ... ليديَّا
فلا تغرُبي خلفي أنا
قناديلُ البحرِ لا تضيئْ
كي تطل المرغَريتا من نوافذ أنوثتها
على زهرةِ الصبارِ و هي تنمو بين مفاصلِ الضَّجرْ
لناياتنا حقٌّ في بوحِ الكستناءْ
كما لذكرياتنا حقٌّ في مدحِ السحابْ
نهداكِ كم تقمَّصا نكهةَ البرتقالِ
و تحسسا مكامنَ ضَعفي
لا تتركيني عرضةً لعَدْوى الغيابْ
فيكِ ، و ليس لي غيرَ هلالٍ
عصايَ ليست على مقاسِ ظلمتهِ انكسرتْ
لكن بعضَ زلاتِ قلبينا إستحسنتها عيونُ القدرْ
بكل ساديتي و أسلحتي
تصلبُني عينانِ بنيتانْ
و شمرت عن حماقاتِ رمشها
لكنه لم يمتثلْ ... فغضَّ النظرْ
ليتني كنت ناياً أعيدُ صياغةَ العاصفة
أنفضُ عن شرفتي شغبَ النعاسِ
و أدفعُ الشبهاتِ عن ظلالِ الصنوبرِ
أقبلُ غزالةً إنتفضتْ في وجهِ الجناسِ
قناديلُ البحرِ لا تضيء
كي أرى حلمي في كاملِ وعيه
يسترد أحلاما هربتها قتارات الغَجرْ
عيناكِ جُنحتانِ تؤجلانِ التعبْ
أم ظَبيتانِ تسرقانِ غيمةً
وتصعدانِ حارقتين كصرخة النبيذِ في وجه العنبْ
فالكمنجاتُ قد تغبِنُ عازفها
لكن إناثَ الحمامِ لا تعرفُ الكذبْ
تذكرني بما قالَ أبي للنهوند نكايةً بالوترْ
فالكلماتُ تغضبُ كما العصافير
غلقت بابها في وجه ذهابنا
فصُبحي مشغولٌ بتعاسةِ الأنبياءْ
لا تمل يداكَ و هي تهش الضبابْ
و تشجبُ خوفَ سنديانةٍ من حفيفِ ظلها
قناديلُ البحرِ لا تضيئْ
كي أرى السرابَ يسقطُ عن حصانهِ
ربما ترفعُ عيناكِ حصارها عن شجون القمرْ
و تخفي شهد أنوثتها عن غرابٍ جائعٍ
لا خليلَ بديلَ ينأى بنا
كي تصدقَ ناياتنا أغاني الحصاد
في طريقي عودتي إليكِ ، نسيتُ أنني
نسيتُ عناويني في جيوبِ السفرْ
أبحثُ عن ظلٍّ يقي ظلي بردَ الشتاءْ
أرى عينيكَ بديلاً نبيلاً لأمسي
حمامةً تحافظُ على نقاءِ نسلها
لكنني رأيت آلهةً
تسرقُ حصَّتنا من عائداتِ خيلنا
و بسمتنا ضحية حربٍ نشبتْ بين موجتينِ
فمن يديكِ ستطلعُ رائحةُ خبزنا
على صباح ذبحتْ فرحتَه ضحكةُ الضجرْ
الشاعر أحمد بوحويطا أبو فيروز
- المغرب -