مجلة هوى الشام الإلكترونية للشعر والأدب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مجلة متخصصة بالشعر والفن والأدب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

منتديات مجلة الشام الإلكترونية للشعر والأدب ترحب بكافة الزوار والأعضاء الكرام
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
احمد حسين اشرف نورالدين عاطف حجازي
المواضيع الأخيرة
» نهايات مُتورّطة تحاولُ أنْ تَعود.. طارق على
الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس " Icon_minitime1السبت مارس 26, 2016 1:34 am من طرف حسين محمد

» تكميلاً لما مضى من دروس عن النحو ..........( الأديب وصفي المشهراوي )
الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس " Icon_minitime1الأربعاء مارس 02, 2016 9:29 pm من طرف عشتار الخطيب

» في حب مصر.......بقلم / محمد عبد القادر.....
الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس " Icon_minitime1الأربعاء مارس 02, 2016 2:46 pm من طرف عشتار الخطيب

» أقول أنكِ سيدة النساءْ..............بقلمي / أمجد بكار
الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس " Icon_minitime1الأربعاء مارس 02, 2016 2:38 pm من طرف عشتار الخطيب

»  في مثل هذا اليوم بقلم # عماد شختور
الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس " Icon_minitime1الأربعاء مارس 02, 2016 2:36 pm من طرف عشتار الخطيب

» رغم الصعاب...في أدب وفلسفة أ.عبد القادر زرنيخ.
الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس " Icon_minitime1الأربعاء مارس 02, 2016 2:06 pm من طرف عشتار الخطيب

»  حُب البلد---من ديواني الاول نيسان--بقلمي راضي مشيلح
الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس " Icon_minitime1الأربعاء مارس 02, 2016 1:42 pm من طرف عشتار الخطيب

» لا تلومي...بقلمي : ابو حمزة الفاخري.....
الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس " Icon_minitime1الأربعاء مارس 02, 2016 1:39 pm من طرف عشتار الخطيب

» النشيد...........بقلمي بشار الجراح 2 مارس 2016
الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس " Icon_minitime1الأربعاء مارس 02, 2016 1:27 pm من طرف عشتار الخطيب


 

 الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عشتار الخطيب
Admin



المساهمات : 3357
تاريخ التسجيل : 28/06/2015

الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس " Empty
مُساهمةموضوع: الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس "   الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس " Icon_minitime1الأحد سبتمبر 27, 2015 1:46 pm

قصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس "
كما تُهرِّب غانيةٌ في فمها أساريرَ صنوبرةٍ
تحرسُ القمرَ من أنةٍ قد يُطلِقها عاشقٌ عليه
تُطعمني رحيلاً يَعُجُّ بالندى
سمِعتُ فحيحَ البيادرِ من فخاخِ عينيكِ يطلعُ خفيفاً
كأنَّةِ إناثِ الثعالبِ في المحيضْ ، يستدرجُ آلهةَ النبيذِ خارجَ القصيدةِ
كي يُواسي كمنجةً نامتْ على ذِراعيكِ
تُعاقرُها راقصة ٌ، تُحاصرُها بحار ٌ، يُخامرُها نعاسُ النَّدامى
يُعيدني إلى تيهكِ المعلَّقِ بين يَدَيْ غمامتينْ
حافِية ٌيدايَ ،أولدُ من وجعِ المَدى
غريقٌ أنا فيكِ حتى الزَّوالْ
و يشبُّ موتٌ لذيذٌ في بياضِ لغتي
تُدرِكني لعنةُ الجناسِ سُدى
تؤرقني رُؤايَ، تزُفني هلالا ًحافلاً بمزايا الجنونِ ، عبثاً
لا أنا أنا حين تخمشُ حساسينُ الضفائرِ خلايا رئتي
أُعاني من ضجيجِ السنابلِ في السهولْ
أصبُّ تباريحَها على بقاياكِ
ربما خَوْخةُ القلبِ جاءها المخاضُ
فغلَّق حولَ مواجعِ الجبالْ ، نوافذَهُ البياضُ
و لا أنا أنا حينما أجْتَبِي من شقاوةِ حبيبتي جرعةً
فتندلعُ في أريافِ القدحِ امرأةٌ باتَ يُظللُها الشذا
فلا مرايا تعتني بحفيفِ زينتكِ الجريحةِ
أستردُّ طفولتي ، أُعلمها لباقةَ المجازِ
ربما أحتفي بسقوطِ صرامةِ الصحراءِ في النشازِ
ولا نَيسانَ يلوي ذراعَ قُبرةٍ
فتجرحُ شوكةُ الصباحِ من أجلكِ ، من أجلنا ، وَجنةَ الندى
بحسن نوايا العنادْ
مَنحتكِ مناعةَ الفؤادْ
فارتجلَ حين باغتني أهمسُ أحبكَ
دمعةً ، لا هدهدَ يحملها إليكَ لا بديلَ قلتُ
سوى خروجُ موجتي عن حماقةِ بحرٍ حالفهُ رجعُ الصدى
راوَدتني ولاَّدةُ عن نفسها
فاعترى منتجعَ المراثي كسلُ الكروانْ
شهياً ، يُحيلني إفكهُ على سيدةٍ تُسيِّدني ساعةَ الغثيانْ
و غرناطةُ تؤنِّب وجهاً ، أعشقُ خوفي على كبريائهِ حتى الهذيانْ
مايزالُ يطل عليَّ من غبشِ الذهولِ ، يكبِّدني مفاتنَهُ السبعَ مائةٍ
فلا هي عابدةٌ ما أعبدْ
ولا أنا عابدٌ ما تعبدْ
و سدَّدتْ تجاهَ عيني أغنيةً جرحتْ شعورَ العصافيرِ
ينقصُني لومُ أمي لكي أحيلَ سذاجةَ البردْ
على أولياءٍ ، نقبلُ نعالهمْ
ربما يغيرونَ مراسيمَ الشفاعةِ من أجلنا
قبل أن تُسفرَ عائداتُ الغروبِ عن كيدِ امرأةٍ في آخر عمرها
لها قدَرٌ لم يَنْجُ من شُجونها
و خاطرةٌ تَعِبَتْ من مراثي جُفونها
و من أعالي رعشةٍ أعادَ القلبُ النظرَ في جدوى لذتها
تُجافي حمامةً ،ترقبُ حمامةً لا يحملها التعبُ إلى بلدْ
رأيته يُسلي بحيرةً من شفتيها تسرَّبَ ِسربُ غمامْ
يزمِّل أحزانها ، خوفاً عليها من إدمانهِ على أحزانهِ
و يرسُمها مواسمَ عشقٍ على جيد عاشقةٍ
تغالبُ أبجديةَ حبٍّ فقيرٍ ، في وصايا عشِقَتها الرتابةُ إلى الأبدْ
نمرُّ عابرينَ مارقينَ على سطوحِ أحلامنا
نُدين مكرَ نسائنا
و غرناطة ُحين تقولُ ... لا تقولُ
متى تأخرَّ طائرُ ألمِنيرْڤَا...؟!
نقولُ نبيلة ٌغربتنا ، كخوفِ الكمانِ من جشعِ النهوندْ
أَمنْ أثرِ السجودِ تعثرَّ لسانُ أضرحتي ...!
كالحواريينَ نمرَضُ باحتقانِ النبيذِ في ليلنا
فيمرضُ بنا عاماً ، لينتهي عامٌ
فيبدأُ ثم ينتهي ، و يزجُّ بنا في لغةٍ عَكَّر خُلوتَها الزبدْ
غرناطةُ تُطِل عليَّ من عبادتِها ، ماجنةٌ كعادتِها
و غرناطةُ ليستْ إمرأتي لكي تضعَ حملَنا
لكنْ ينقصني قمرٌ ، زاولتْ أمي مهنةَ أهِلَّتِهِ في سمائها ، قلتُ
لكي أحرر أسئلتي منها و من مفاتنِ أزمنةٍ
وضَعَتها وشاحاً على جيدها الطُّلولُ
فهل أصابكِ مثلي كمدُ الموج العتيقْ ...!
و هدهدُها حين تصدّع النبأُ بين يديهِ ، كذَّبَ استقامةَ القلبِ
و طارَ حولنا ، بين يديهِ تَلَعْثَمَ الشفقُ
يأْسَفُ لبرتقالةٍ لم تبايعْ مهنتَها الفصولُ
نرحلُ ثم نعودُ فنرحلُ
تحملنا الملائكةُ الصغيرةُ على مَضَض
بعيداً ، خَذلَتْنا إشاراتُ المرورِ على يدِ الأولياءْ
على يد الأولياءْ ، إحتفينا بالخيلِ و أبناءِ السبيل
و أَشْهَرنا حدودَ الله في وجهِ كل من كفَّرَ حُمرَةَ خدودِ الظباءْ
و غفَرنا للنبيذِ ذنوبَ العبيدِ
على يد الأولياءْ ، ربحنا عطفَ الكمنجاتْ
نَبَذْنا هلالاً لا يليقُ بشراهةِ حلمنا ، واكْتَرينا حمامةً للبكاءْ
على أمنا ، و نحن مايزالُ في صدورِ صبرنا متسعٌ للحكايةِ
يحملُها على كتفيه الرحيلُ
تُجادلها باسمِ الغيابِ شمعةٌ على يديها
نَعُدُّ غنائمَ جُرحِنا
قبل أن تُشفَى فرحتُنا من رعونةِ الخريفِ
و عادتْ إلى دفءِ عُرفها تحضنُ دمعَ ضَعِفها
تقولُ ما لم تَقلْه فرسٌ خانها في أوجِ أُنوثتها الصهيلُ
نقولُ كلاما كثيراً عن سببِ استياءِ الشتاءِ من أمنا
و عن نخلةٍ نسيتْ دورَ الأمومةِ
و عن جيادٍ كسَّرت شوكةَ البلاغةِ و استسْلمتْ لنومها
و حين يتوغلُ في الضفيرةِ الفقهاءْ
يقولونَ كلاماً عن الروحِ و عن قمرٍ شيَّبهُ الحلولُ
و عن أشياءَ لا أفهمها ، سفرٌ يمضغ مآسي قدميهِ
و توارى خلف الحكايةِ يمضغُ الحنينُ جفونَهُ
و امرأةٌ تصدقُّ تمردَ الحليبِ على تينةٍ ، و يُكذبها النزولُ
نحن اخترعنا الرثاءَ كي نحمي مشاعرَ نسوتنا من تفاهةِ القمرْ
و لذةَ الهروبِ إلى بيوتٍ ، تركتُها تغسلُ فروتَها من تعاسةِ أغنيتي
رأيتُ النوارسَ تكدحُ في منامي
رأيتُ لغتي يُسَفه جموحَها النخيلُ
ماذا فعلتِ بالقمرْ وأسئلتي ...؟
تقول ُغرناطةُ ... و لا تقولُ
أمن أجلِ خراجِ دمعكَ ... !
رمَتْ سنبلةٌ زعانفَها في وجهِ الحصادِ
و تنكَّرت لأغنيةٍ تناسلتْ في مرقصِها الوعولُ
أنا خذلتني مواويلُ ربابةٍ نبتتْ شمال شفتيكِ
تجاهلتْ محاسنَ أمي
ترفَّع عن رجسها القمرُ يا حبيبتي ، بكى الدليلُ
بكى الدليلُ ، إنكسرتْ خواطرُ كرمتنا
من شدةِ حُرقتها ، و خيَّمتْ على الفؤادِ أنةُ الترجَمات
فأيقظني سعالُ القناديلِ من حلُمي
و من حلُمٍ ، خالجتهُ مخاوفُ شموعٍ على أضرحةٍ
تصرُخ في وجه أسئلةٍ
تحتسي أجوبة ً، يلعقُ خوفيَ حزنُها القتيلُ
لعلكِ غرناطةُ أنتِ مثلي ، خذلتكِ حكمةُ الدراويشِ مثلي
تعذَّر عليكِ و عليَّ الرجوعُ إلى أزمنةٍ ، رقََّصها سيفُنا الكسولُ
فلا وَلاَّدةُ وجدتُها تنامُ كالأميرةِ الصغيرةِ
تُسيِّدها رعشةٌ نَبيلة
كل عاذلةٍ خَليلة
وكل جاريةٍ عَميلة
ستحملنا أشعارنا تقولُ
على صهوةِ معلَّقةٍ ، إلى بيوتٍ يحرسُ عيونَها الزَّمنُ الجميلُ
من شرودِ الجنازاتِ ، وامتعاضِ المجازِ من أحفادِ الفؤادِ
يؤرقكَ سيدي قمرٌ ، كان يجففُ دموعَ صبيةٍ مرَّتْ بذهنها الفصولُ
كاملةً ، لا يُخامِرها شَبقُ الكستناءِِ
ولا ضفائرَ نادمةٌ إذا يشبُّ في سلاستها المغولُ
و خلفي امرأةٌ تبحثُ في مراياها عن بقاياها
بأمرٍ من نوايا فجرها
وجدتها تُعلق تميمةً على جيدِ الكرومِ
لتحفظَ غرائزَها من دسائسِ الغزلِ
كما تحفظُ بغدادُ عن ظهر قلبٍ أزقةَ سحرها
و تُلغي رِقَّةَ نسائكَ من شَجَنِ المرايا ، إذا يملأُها الذُّهولُ
أُقدم اعتذاراً أنيقاً لرموشِ نافذتي
إعتذرتُ لذاكرتي
حلفتُ بالغواني و ما اعترى خَدَّها
و فرحةٍ تركتْ جلدها
على مدخلِ نُونِ غرناطةَ ، رأيتُ خيلنا ، ما تزالُ في القصائدِ وحدها
تمخرُ جبين ليلةٍ ، أقصرُ من طريقنا إلى " أغماتَ "
و أبعدُ من حلْمِ روميةٍ يقبل يديها رسولُ
و غرناطةُ لا تقولُ ... حين تقولُ
رأيتكَ تَرقبُ من محرابِ وهمكَ امرأة ًأفْلَسَتْ أنوثتها
عبثاً تهشُّ بقلبها الهشِّ على طيفِ حبيبها لينامْ
و تزجُرها قتارةٌ لم تَتبِعْ هواها
فتحترقُ زخةً زخةً ، و يمكرُ بدُرها في أقاصي لغةٍ
تمكرُ لمكرهِ ، و تبعثُ رسائلَ تنقصها فراسةُ فنجانها
ترش تحيةً على طيورٍ بنتْ عشها في أمسِها
تُحَدق خائفةً من أثرِ السجْعِ في نفسِها
تحطُّ مُتعبةً ذاكرتي أناملَها على حدسِها
تراودها ، يعطشُ من فرطِ عيونِها الغليلُ
تقولُ غرناطة ُ... إذا تقولُ
خذِ الأشياءَ كلَّها بعينيكَ
خذ قاعةَ العرشِ ، مُسوَّدةَ الخطاباتِ ، هدايا السفراءِ
و ساعةَ المحطةِ التي رأتْ قطاراً يُهرِّبُ زبيبَ أورشليمْ
خذ غلاماً مُتَعَدِّد الإختصاصاتِ ليرفعكْ
عالياً فوق حصانكَ المهترِئ
خذِ الوقت من الوقتِ وآخرَ الزوجاتِ و صعيداً طاهراً
و موعداً مع الفراغِ ، خذ نبيذاً للطريقِ الطويلْ
و الساعةَ التي شهِدتْ موت فراشةٍ شيَّدتْ مضجعكْ
خذ صورةً لفارسٍ يحاربُ باسمكَ العالي على متنِ تضاريسِ امرأةٍ في الأربعينْ
خذ جابياًً للمجهولِ ، و مكيِّفاً للهواءِ الجديدْ
و مزلاجَ َحديقةٍ غلَّقَتِ الأبوابَ دونكَ و قالت هَيْتَ لكْ ، ما أروعكْ ...!
خذ علبةَ أسبرين ، و نافذةً لكي تُطلَّ على البحرِ و الذكرياتْ
خذْ بعضَ المرطِّباتْ ، و مؤذناً للصلاة
و سُبحةً لكي تُسلي أُصبُعكْ
و غرناطة ُتقولُ ... حين لا تقولُ
أمَِنْ وجعِ الغيمِ وما ملكتْ يمينكَ
تولدُ السنابلُ ، ويسردُ شرائعَهُ علينا الغزلُ الطريدُ ...!
و نثأرُ لانتحارِ الزنابقِ في القصائدِ ، إذا عاتبها حلمُنا الشهيدُ
أقولُ يلزمنا شبرٌ من لغةٍ لا يوجعُ سَجْعُهُ إناثَ الحمامْ
يُشير إلينا البحرُ ، نتبعُ نزوَتهُ
نرمي تحيةً صغيرةً وسريعةً على الجنازاتِ
و في مناديلِ الوداعِ نُخفي حسرةَ الشموعِ
لعلها تُفرز ُسُمنةَ الحدائقِ من سَفْسَطَةِ الفصولِ
فيَمَس ُّهلالكَ قبضةً من أَثَرِ أمي
و تصبحُ أمي نَارَنجةً ، أشم رائحةَ إبطها ، يملأني الوجودُ
أرتبُ ملامحَ أمي ، لكي أستردَّ حزنَها
وأستأنفُ تدليكَ ضلوعَ حريتي
وحريتي تجهشُ بعينيكِ ، وتجهشينَ أنتِ بأغنيةٍ صادر غُبنَها النبيذُ
فتغربُ حولنا صبيةٌ يحملنَ بقايا قمرٍ
تركتُهُ معلقاً ، بين بابينِ توأمينِ مختلفينِ
يُدخن أزمنةً ، نَخَرَتْ عروشَها الخدودُ
هل أعيدُ النظرَ في دوافعِ الصلاةِ
أم أوشِّح بحاراً لم يقترفها الخليلُ... !
بماذا سأبررُ الوداعَ ياحبيبتي ، إذا عادَ اليمامُ إلى وَجعي ... !
و لم يجدْ سوى امرأةً في آخر عمرها ، ينامُ على صدرها أبريلُ
فماذا ستفعلُ بالقمرِ تسألني ... !
سأحتاجهُ قلتُ كي أمدحَ الله
ربما نَسِيَتْ يداهُ أبي يبحثُ عن كوكبٍ في حُرقتهِ
بحثتُ عن ملامحِ أمي بين عرائسِ الكنائسِ
و جدتُ على مدخلِ النهارِ ربابةً ، تحترقُ في كاملِ وعيها
فلا هي ذهبتْ لتأخذَ حصتها من مغَبَّةِ الحدائقِ
ولا أنا عدتُ إلى سيدةٍ لمَسَتْ قلبي فانهمرَ الهديلُ
ساخراً من حتفهِ ، من حتفهِ رأيتُ تصنعُ الصبايا دسائسها
تَلزَمنا غرناطةُ أخرى أقولُ
و غرناطةُ تقول ُغيرَ ما نقولُ
وتُسقِطُ من حسابها عاشقاً ، نسيَتْ في سجنهِ شهادَتَها الحقولُ
غداً سيعزفُ أبي عن حكمةِ النخيلِ في الصحراءِ
على أصابعِ حلمهِ ، فوقَ برجِ اليمامِ
يعُدُّ خروجَ سبعَ مائةٍ من الخيولِ عن الفرائضِ الخمسِ
و يعوي وِشاحُ أمي بين يديهِ
يُنَكِّسُ العصافيرَ التي نكَّستْ مخالبَها
فيزحفُ في أغنيتي غرقاً وتَغبِطهُ الخيولُ
فتحتُ لها لغتي عن آخرها
فتحتُ النارَ في وجهِ المَشيمةِ
فتشتُ عن آدمَ كي أسألهُ عن نسوةٍ
كُنَّ يبعنَ البخورَ والأوهامَ على أرصفتي
و عن "طوقِ الحمامةِ" و "فصلِ المقالِ "
وظَبيةٍ كانتْ مُرضِعتي
من شدةِ براءتها إنكسرتُ سلالتينِ قلتُ
لي فيك يا أرملتي
نافورةٌ يغزلُ " الفلامنكو "من ثُغائِها حذاءً للراقصاتْ
فكيف أستعيدُ بحاراً ، خرجتْ عن طوع أبي ، و خدَّرتْ بوصلتي !
نسيتُ ملامحَ وجهكِ على مائدةِ الإفطارْ
نسيتُ قهوتي تحتسي أرشيفَ ذاكرتي
فكرتُ في الذهابْ
فكرتُ في رجوعِ الياسمينْ إذا عادَ إلى بيتنا
من سيفتحُ بابَ آخرِ النهار لهُ كي يدخلَ أُغنيتي
فتشتُ عن حبيبةٍ صنعتها من دعاءِ أمي في آخرِ الصلاةِ
رأيتُها في حَرم الحكايةِ
تَفَرَّغتْ أناملها الخزاعيةُ ، تُعد مذكرةً ، و ضفيرةً للرحيلْ
لها أسماؤها الحسنى ، و ضميرُ تِرغَلةٍ
تُكِن لي كلَّ أدواتِ الصبابةِ
وهل للعصافيرِ ضميرٌ تقول حبيبتي ، إذا نعتْك مسكَ صبرُ النخيلْ !
و غرناطةُ تقولُ ... ولا تقولُ
أمايزالُ ٠٠٠
فراقكَ لذيذاً كرائحةِ النبيذِ مساءَ يوم الأحدْ ؟!
يُطل على شفاهٍ قاحلةٍ تُطل من غيابك
و حين تلفَحهُ الرتابةُ يبحثُ عن لغةٍ
تحابي قلبَ هدهدٍ أتعبه العتابُ ، ربما تنفسَ الصعداءْ
أمايزالُ ...!
أمايزالُ براقُكَ يُلمّع ُحذاءَ السفرْ !
أما يزالُ ساخراً كعادتهِ !
يُزاوِلُ ليلاً مزاجَ كمنجاتهِ
و إذا تعثرَتْ بغلتُهُ في المنامْ
يُعلن حَظْرَ التجولِ في الزمنِ المضارعِ
ليقرأَ قصائدَ " لوركا " على الفقراءْ
أمايزالُ ... !
أمايزالُ رفاقكَ يُحَرِّضونَ أحلامَهم ضد سنونوةٍ
تلاشتْ في ذهنكَ بيضاء َمن غير سوءٍ ، في صفقة حبْ
عزفتها مساءً رفاتكْ
و حين تُباغتهم أَناتُكْ
يكَفِّرون نهداً نهدْ ، قبل أوانهِ في كنفِ الشعراءْ
أمايزالُ ... !
أمايزالُ عناقكَ غامضاً كوجهِ المسيح ْ...!
لم يتركْ وصيةً لأحدْ
يلهثُ كالقمرِ في سماءِ المهاجرِ
و يبكى بكاءَ خمرةٍ ترمَّلتْ على يد الفقهاءْ
أمايزالُ ... !
تأخرتْ مراسيم ُالخريفِ كثيراً قلتُ عن قصيدتي
فلم أجدْ طائراً كان يسكنُ ضفائرَ أمي
قديماً ، من زرقة ريشهِ ، كانت تُطعم البحار ُزرقَتها
له سَحنةُ الجنوبِ
وشيءٌ من ضَحكةِ الغروبِ
كان يُرَدِّدُ بعضَ أبياتِ الغزلِ
كان سفيهاً ، كان أخضرَ الذيلْ
و لم أجد جارةً
كانت تُناغي سفرجلةً تُطل على دربِها
كانت تبحثُ عن حبيبٍ فقَدَته في حدائقِ قلبها
ولمَّا لم تجدهُ خبأتهُ في قصيدةٍ
و علقتها على كتفِ الجدارِ
كانت تُربي نهداً ، تفوحُ منه نَكهةُ فاكهةِ البحارِ
أطعمَتهُ زبيبَ الموشحاتِ
و عندما يعضُّ أصابعَها البحثُ
تُسلي حزنَها ، و تُغني جادكَ الغيثُ ...
وخلفَ منزلةٍ بين المنزلتينِ ، خبأت ذنوبَ الأيلْ
و لم أجدْ خمارَ حينا ، كان شُعوبياً ، كان شافعياً قليلاَ
في جرارهِ يقبعُ دمُ الكرومِ
و عندما يغمضُ المساءُ جفونَه بين يديهِ
يحترفُ اللغوَ ويُوفي للعسسِ الكيلْ
و لم أسمعْ صرخةَ مئذنةٍ
كانت تناجي الهلالَ ، و تُغري بالنوافلِ آخر الليلْ
فلم أسمعْ هديلَ أبي
و لم أسمعْ حَنْحَنةَ الخيلْ
فكيف أُقلعُ عن تدخينِ أزمنتي ؟!
إعتذرتُ لأسئلتي ، حين تسلل إلى غرفةِ نومها الغجرُ
و غرناطةُ لها طعمُ امرأةٍ على هيأةِ كمانٍ يتثاءبُ
كنتُ عازفَها ، حين حالفني الوترُ
تقولُ غرناطة ُ... ورداً قليلاً
تقولُ ربما رباباتكُ أحرقتْ ضفائرَها كاملةً
وقدمتْ أحلامَها طعاماً لبوصلةٍ جائعة
لكي تبَرأَ المدينةُ من أبي إذا عاودَهُ السهرُ
أكذبُ بريد القلبِ قلتُ ، تقشرُ صباحَها كعادتِها أغنيتي
و للعواصفِ طعمٌ يشبهُ ضحكةَ عينيكِ
حبيبتي تصبُّ خُضرتها على شرفتي ، فينكسرُ المساءُ
من شفتيها اللازورديةِ تطلُّ عليَّ
كأجملِ ما يكونُ الغناءُ
و يشغَلني عنها أبي ، نسيتُه غربَ نفسي
عانقتهُ فرسٌ خانها النظرُ
يحدِّقُ فيه بابٌ تركتهُ مغلقاً
وجدتُ الصنوبرَ تقمَّصهُ
فحفَّتْ به كائناتٌ
و حفَّ بها و لم يقصدْ
ربما غرناطةُ تراجعتْ عن أقوالها
وَ غَلَّقتْ قلبها خلفَ الحساسينِ ولم تقصدْ
ربما " إبن زيدون " قال ألشعراءُ لا يورثون
و احترقَ حولها شجناً ولم يقصدْ
ربما " بلدُ الوليد " إستشارَ و اسْتخارَ
فغيّر رأيهُ في لعبةِ الحروبِ ولم يقصدْ
تعذَّر علينا الهروبُ من مخافرِ أزمنتي
هنا ترقدُ ناعمةُ البالِ عذارى أضرحتي
فكيف أُقلعُ عن تدخينِ أزمنةٍ يغمرُ وجهَهَا رضيعُ الكلامْ ...!
تعذَّر علينا الذهابُ
تعذَّر علينا المقامْ
فماذا فعلتِ بالقمرِ وأسئلتي ...!؟
سلامٌ على أمنيةٍ نسِيتْني
على مشارفِ وريدها عالقاً كالظلالِ
و أسنَدَتني إلى قلبها كالهلالِ
بإصغريه يدفعُ مركباً همَّ بنا الرحيلُ كئيباً
و يأسٌ جميلٌ يسرقُ مني حوافرَ نفسي
يطاردني سرابُ امرأةٍ لها طعمُ الغمامْ
ياغريبُ من الوريدِ إلى الوريدِ ، ويا حبيبي
ففي كلﱢمعبدٍ كتابٌ ومعبودٌ و عابدْ
و في كلِّ بُحيرةٍ هلالٌ والهلالُ واحدْ
لكُل امرأةٍ طَعمُها ، وطعمُ الحبِّ لا يحتاجُ إلى شاهدْ
لغرناطةَ أكثرُ من ضفيرةٍ ليثَ لها قلبٌ زائدْ
أجعلُ منه ملجأً لكل عصفورةٍ أرملة
أو منتزهاً للعائدينَ من السرابِ
أعَلقُ فيه صورةً لأمي
و هي تشربُ قهوةَ الصباحْ
و أوقدُ شمعةً ، أشمُّ في دموعِها قداسةَ المبنْىَ
الليلُ وحدهُ الليلُ ينزلُ إلى البحر
يبصُقُ عظامنا، يَكْسر مُشطَ أحلامنا
و يطلعُ من ظلامهِ أبيضَ شفَّافاً كرائحةِ الرغيفْ
يؤسفهُ ابتعادُ حلمنا عن سياقِالكمنجاتْ
و ابتعادُ الكمنجاتِ عن سياقِ المعْنىَ
فالليلُ مُركبٌ من سيادةِأوهامنا
وساديةِ تاء التأنيثِ في المغْنَى
لكنه لا يقبلُ التناقضَ
لا يئنُّ ، لا يحنُّ
سأحملُ آخرَ دعاءٍ لأمي في صلاةِ الفجرْ
لموجةٍ تركتها تتأملُ غيمةً على جبلٍ
تودُّ الرجوعَ إلى أمها البحرْ
سأتركُ الدموعَ للشموعِ
ربما أخرتُ النظرَ في نهايةِ الوردِ إلى نهاية السردْ
سأتركُ مصيرَ الحدائقِ بين يدي دعاءِ الإمامْ
و إذا لم أجد حماراً أو قطاراً
يحملُ عني وزرَ يتيمةٍ عاتبتني في المنامْ !؟
قليلةٌ حصتنا في النهارِ تقولُ حبيبتي
لا تسدُّ رمقَ الرحيلْ
سنحملُ أحلامَنا الثقيلةَ
و إذا تعبنا ...!
سأُطعمُ قلبَكِ قلبي
ربما يذكُرنا في هديلهِ الحمامْ ...
الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروز
* المغرب *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hawaalsham.banouta.net
 
الشاعر أحمد بوحويطا أبوفيروزقصيدة بعنوان " إلياذة الأندلس "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة هوى الشام الإلكترونية للشعر والأدب :: منتدى الشعر العربي :: الشعر العربي-
انتقل الى: