الشاعر اسامة كمال عبدالودود
أعواد ثقاب في المدى #
(1)
أتخيل فوق طاولتي
قرص عسل يضوى
تحت المصباح
مصفي لآخر قطرة
بين خلجان الشمع
تسقط حبة مطر فوق القرص الشمعي
تتغلغل بين الخلجان
تتوافد زخات عيني
تنعى فساد العسل
أترنح علي المقعد الخشبي البالي
بجوار طاولتي
أآكل كسرات من الخبز الجاف
بعد أن أغمسها في الهواء
أرتشف دخان الشواء
القادم من نافذة الجيران
تتلوي الأمعاء والقولون في اشتهاء
أفتح ضلفتي نافذتي
ليلفني هواء بارد
يجفف عرق جبيني
فماذا يعني لو أكلت من هذا الشواء ؟
هل يكون هناك سبب يدعو أن آكل في الغد ؟
أتثاءب وأنا أضرب بيدي
طواحين الهواء الفارغة
أنظر علي طاولتي
لا شي دون قدح الماء
وطبق فارغ وبعض كسرات خبز جاف
فهل يأكل الناس في بلادي شي آخر ؟
غير الأحلام علي العشاء ؟
وماذا ينتظرون في الصباح ؟
(2)
وقف الخلق ينظرون
كيف أورى سوأه أخي
اليدان مطوحتان عاريتان
كباقي أعضاء الجسد
وأوراق التوت تحترق
الغابة مظلمة عاصفة
أخذت الأرض تتوقف عن دورانها
تتمدد تحت أقدام القادمين
تبصق بركان من جوفها
تتجمد العظام تارة
وتحترق تارة أخرى
فلماذا لم تعد تصنع بلادي أكفانا بيضاء ؟
لتهديها في أعياد الميلاد
(3)
شظايا أحلام نرتشفها في الصباح
قبل أن يأتي الليل مسحوبا بكابوس
تتدحرج امرأتي من جانبي
مستديرة ..متخفية
بحيث يصعب التعرف عليها ..
تريد أن تختبئ وراء أوراقي البالية
تاهت وراء ظهري
وانحنت مثل علامة استفهام
عيناها تسألني لماذا ننجب أطفالاً ؟
وطاولة المطبخ فارغة
إلا من سكين وأعواد ثقاب
(4)
يدخل ضوء متخفي
من بين ثقب شباك النافذة
كأعواد ثقاب في المدى
يتوهج داخل أيقونتي
يتسلل فوق خيالات تتعايش معي
فإلي أي مدي أتعيش معه ؟
* * *
16/8/2007