من دفاتر الغربة -2
قضى أكثر من خمسة عشر عامًا، يحاول كسب قلب امرأة، نظم لها القصائد، أهداها سيارة من أحدث طراز، قدم لها النباتات النادرة والزهور، أرادت تعلم (لعبة الشطرنج) منحها رقعة من الذهب، تهدم بيتها جراء العواصف، شيد لها آخر، آثرها برحلاته، أسبغ عليها نعمه، ولم يكن طامعاً في شئ، فقد كان قارئاً للكتاب المقدس، متدينًا على المذهب الكاثوليكى، فقط يتمنى أن تبادله حبًّا بحب، لينعم بلذة القرب منها، ذات مساء سامر، أسرت إليه بماضيها وما يحمله من أخطاء وخطايا، أستبدت به الظنون وتملكه الأرق، بعد أيام اصطحب باقة من الورود ، ليعبر عن شعوره، بأنه قد غفر لها، وجدها بحديقة منزلها تحتضن شابًّا بين زراعيها، تقبله بشوق وحنو شديد، لم يدر بنفسه، سقط منه ما سقط، وانطلق بسيارته برعونة، قتل نفسه، ولم يعلم أن هذا الشاب (ليوناردو ) هو الأخ الأصغر لصديقته والتى لم تره منذ مايقرب مِن عقدين من الزمان.
رمضان كامل