قصيدة بعنوان " كانَ يُمكِن ... "
أيلانُ يا ذا النونِ الصغيرِ
يا حُلْمَنا ...
لِمَ نزلتَ البحرَ خُفيةً
و تركتَ نَيْنوَى
و تركتَ الأيائلَ تبكي
و نسرينةً تبنتها المَزبلة
لستُ يونسَ يا أبي
لم يبتلعني الحوتُ
لأتخذ أحشاءه مرقداَ
و لم تداعبْ خوفيَ عاصفةٌ
كنت سألحقَ بالرفاقْ
لكن آذانَ العشاءِ فاجأني
فاتخذتُ البحرَ معبداَ
أتركوني ساجداً
أُتركوني ...
لم أُكملْ صلاتي بعدُ
كي أراهم
و هم يوزعون جُرحنا على موائدهم المُثقلة
أَجِبْ أيلانُ ...
هل سمعتَ كيف يُسَبح الحوتُ
كان يمكنُ للبحرِ أن يُديرَ ظهرهُ إليكَ
لكنه رأى أحلامكَ عالةً عليه
و أكبرُ من يديه
ففضَّل أن يفضحَ المهزلة
أللَّهُ ، يا أللَّهُ لِمَ تركتني
كان يمكنُ أن تعيدَ المعجزة
و أن تسميني إبن متَّى
و تُظللني يقطينةٌ
كلهم أشوريون يا أبي
غيروا كل شيءٍ
و الطريقَ إلى غدي تركوهُ عبر المِقصلة
إنتظرناكَ انتظرناكْ
لولا نبذتكَ موجةٌ على الساحلْ
فالحبُّ لسعةٌ مميتةٌ
ستحييكَ بعضَ الوقتْ
لكي تتعرفَ على وجهِ القاتلْ
و تهديهِ أحلامَكَ المُقبلة
الشاعر أحمد بوحويطا أبو فيروز
- المغرب -