أفول*****قصةثصيرة*****/الخيارليس صعبا/ ********************** **********************ليس على الكرة الأرضية سوى شجرة تفاح واحدة تحمل ثمرتين فقط ،وعلي اختيار إحداهما أقطفها ليكون لي من فسائلهاغدا بستانا أشجاره نتاج اختياري لهذه الثمرة .توجهت نحو الشجرة عازما ألا أعودخالي الوفاض .الشجرة أمامي، ومع كل خطوة نحوها تتضح معالمها الصغرى لي،نعم ! هناك أعلى الشجرة تشمخ حبة تفاح ناضجة ،لم أرم ناظري عنها حتى وقفت على الشجرة ...ماشاء الله.هذه طلبتي .علي أن أقطفها._هيا!تناولها قبل أن يسبقك إليها غيرك .مد يدك .لا تتردد..._ لا !!!يجب أن أتفحصها .إن التدقيق في الشيء يكشف لك المستور .ويظهر لك الخفي ...تأن...تفحص ...دقق ...هذه أم فسائل بستان المستقبل المنشود . أنعمت النظر .وضعت نظارتي الناقدة على عيني .فبدأت الملامح الحقيقية تلوح أمامي بوضوح :اصفرار السهر لطخ وجهها التعب المرهق .وتجاعيد وجه جدتي ارتسمت بتوضع جلي . وشمس التجوال لوحت ذلك الوجه الشاب المكدر ورغم الأصباغ فقدأفقدتها الغبارالمختلفة الألوان رونق الشباب وحيويته .حدقت مليا فرأيت بصمات من سبقني على جسمها الذي كان مياسا مع كل حركة ....والراقص مع كل نغمة حتى النشاز منها.قلت:هذه الثمرة كالحة الوجه بائسة الملامح قاتمة الطلعة .تميل حيث تميل الريح .غبرتها أنوثتها الرعناء.وانكشافها لكل عابرسبيل.وحرقتها نظرات االسابلين .ومرغ وجهها في الطين غرورهاالعفن الفاضح فلا تصلح هذه الثمرة أما لأشجار بستاني المأمول ومستقبلهم المنشود.سابحث غدا وبعد غد عن الثمرة الأخرى علي أجد ضالتي المنشودة.*....بكرت في المسير نحو شجرة التفاح في اليوم التالي لأني أعرف أن الوقت خادم البحث المتأني الجاد.وما إن وصلت حتى بدأت المهمة الشاقة .درت حول الشجرة ، بحثت بين أغصانها ، ولجت تحت ظلها الوارف .حتى مل ناظراي .وتعبت قدماي .ما دفعني لأخذ قسط من الراحة في فيئها .حيث النسائم اللطيفة تداعب الأوراق الخضراء اليانعة.فتهديك حفيفا هادئا.فاستلقيت على ظهري وتوسدت يدي.فأخذني النعاس الى عالم آخر رأيت فيه شيخا جليلا وقورا. سألني: عم تبحث؟ أجبته .فقال: اسأل الزائرين.ثم أدار ظهره ومضى.فقررت اللحاق به.وقبل أن أخطو الخطوة الأولى وجدت نفسى جالسا تحت الشجرة أسأل :أين هو.ثم وقفت جانب الشجرة ناويا تنفيذ نصيحته.ولكن من هم الزائرون ؟وأين هم؟. دارفكري مليا فبدأت أجمع الزائرين الذين يفدون إلى الشجرة.سألت الشمس والريح والغباروالعصافير الكسولة.فأشارالجميع الى الثمرة في أعلى الشجرة.فكان جوابي :لا...ثم قلت: لا بد من الاعتماد على النفس .بالمثابرة والصبروعدم اليأس تصل الى الهدف..ولكن الآن سآخذ قسطا من الراحة.استلقيت وأنا أضرب أخماسا فب أسداس فغفوت ثانية .جاءني الشيخ فأخبرته بما حصل .فقال :استخدمت قدميك وعينيك .فاستخدم يديك .قم .انهض.استيقظت متفائلا.ثم وقفت تحت أغصان الشجرة وبدأت البحث بين الأوراق فرعا فرعا .وما هي إلا سويعات حتى اهتديت إليها:ثمرة تلفها الأوراق من كل جانب .أميرة في خدرها المستور .لا تلفحها حرارة الشمس فتحيل جمالها قبحا وبشاعة .ولاتقترب منها أيدي العابثين .ولا تلونها غبار الريح فتلوح وجهها.ثمرة حباها الخالق جمالا وخجلا وبريقا وصفاء وحمرة خدود .ونقاء سريرة* صفقت وكدت أطير من الفرح ...وجدت الثمرة الصالحة التي سأحفر في قلبي لها مكانا .وألملم بذورها لبستاني المأمول .وقبل أن تصل يدي إليها لقطفها سمعت صوتا يخاطبني:يا هذا !! امدد يدك للبستاني قبل مد يدك لهذه الثمرة * فهو الذي رعاها وحماهاوعلى الأدب بناها* فناديت في السابلين: غدا أخاطب البستاني *./انتهت/خليل اطرير/الأردن/الرصيقة/