هنا كنا
ـــــــــــــ
خيطٌ من الأنينِ ينسحبُ
من فوهاتِ الصدرِ
ألمٌ بدأ يهبطُ مدارجَ القلبِ
ويأخذُ مكانَه من الأعماقْ
جراحٌ بربريةٌ تفتحُ فمَها
فيتدفقُ منه وجعٌ كنهرٍ جارٍ
تصرخُ القسوةُ
ويصمتُ الحنينُ
فترتجفُ الحياةُ ألماً
يصدحُ المكانُ بموسيقى صرخةٍ
مصحوبةٍ بنداءاتٍ واستجداءْ
نتخلى عن أحاسيسِنا
وندورُ حول أنفسِنا في فوضى
حدَ الشفافيةِ كنا نتجلى أمام القدرْ
عراةً ككتلةِ نورْ
نرفعُ رؤوسَنا بكبرياءٍ محلقينَ في الفضاءْ
تنحني لنا الهاماتُ احتراماً
موشّحينَ بالبياضِ كنا
بينما تتناحرُ الأطماعُ علينا
تغزونا بكلِ أنواعِ الطقوسِ السحريةْ
كي يُعطوا البياضَ لونَ الفحمِ
يُطلقونَ موسيقاهُم المخنوقةَ
تدمعُ عيونُهم عديمةُ الإحساسِ
لتحجِلَ الخيولُ عندَ حافةِ وديانِهم المتسخةْ
يُشعلونَ النارَ في ضمائرِهم
فيتصاعدُ اللهبُ من فوهاتِ الأكاذيبْ
يُحرقون منا القلوبَ
عسى أن يأخذَ البياضُ لونَ الفحمِ
فتنتهي الحياةْ
***أمنية خليل***
26/8/2015