حوار
بين غانية و كهل
و طارقـــةٍ ، أتــتْ ، والنجـــمُ يخبـــــــــــو
.........................................كــــأن النجـــمَ ، أجفلَـه البــــريـــــــقُ
أضــاءت في بهـــــيمِ الليـــل شمســـــــــًا
........................................ليهــزمَ فيلـــقَ الليـــلِ الشــــــــــــروقُ
أمـاطــتْ عن مفاتنهـــا ، فـأبــــــــــــــدت
....................................... شفــاهًا ، ما يجــــــــفُّ لهــا رحيـــــقُ
و أزهــر فــــي ريـــــــــاضِ الخـــدِّ وردٌ
...................................... فخضَّــبَ لونَ خـــدَّيها ، العقـيـــــــق
فرقَّت نرجســـًا ، وزهـــتْ ربيعـــــــــــــًا
...................................... و ضـاعَ المســـكُ ، فأانتعشت عـروق
و عانـــقَ ثغرَهـــا بـرعــــــــــــــومُ وردٍ
....................................... يــنـــامُ العطـــرُ فيـــه ، و يستفيــــــق
و عبّـــر عـــــــن محاسنِهـــا عبــــــــــــيرٌ
....................................... تمشّــــى فــي ثنـــاياها ، عبـــــــــــوق
و أورقَ زنبــــقٌ في الثغـــرِ نـــــــــــــــدًا
....................................... فعطَّـــر جبهـــةَ الصُّبـــحِ ، الرحيـــــق
تــــــــــذيقُ من الرضــابِ الحلــوِ شهـــدًا
....................................... فيعــذبُ في شفاهـِــك ، ما تــــــــــذوق
و يســكرُ ريـــقُهــا ، من غـــير خمــــــــرٍ
....................................... فـــلا تعجـــبْ ، فانَّ الخمـــرَ ريــــــق
.....
تطـــاولَ ، مـــــــلءَ قـــامتها ، قضيـــبٌ
....................................... فنـــاءَ بحمـــلِهِ ، خصـــــرٌ رشيــــــــق
فقلت لهـــا ، و قــــد أذكــتْ فـــــــــؤادي
....................................... و ضجَّ بمهجــتي جرحٌ عميـــــــــــــــق
أما لي ، في وصالـِــك من سبيــــــــــــلٍ
........................................ و قــــــد بعـُـدَت بلقيـــاك الطريــــــــــق
و حســـبي ، يا ابنــةَ العشرين ، أنــــــــــي
........................................ لقيـــــتُ مـــن الجـــوى ، ما لا أطيـــــق
فقـــد أوقــــدتِ في الأحشـــــــا سعـــــــيرًا
........................................ ينـــوءُ يحمــــــلِها ، القلبُ المشـــــــوق
فــأصغـتْ .: ثم قالت فــــي اعتــــــــــداد
....................................... و لحظــي في لواحظهـــــــا ، لصيــــق
تمهـّــــــلْ .. مــا انشغالُـــــــك بالغوانــــي
....................................... و قـــــد جفـَّــت مــع الزمــنِ العـــــروق ؟!
و دبَّ بيـــاضُ شــعرِك فــي ســــــــــــوادٍ
....................................... فعكّــر صـــفوةَ الليـــلِ ، البـُـــــــــروق
و خــطَّ الدهـــرُ في فَوْدَيــْــــــــك سطــــرًا
...................................... شهــــــابًا ، خطَّــــــــه غيـــمٌ بـَـــــروق
كــــأن الشيـــبَ يصحــــــــــــو من ســـوادٍ
...................................... كمـــا يصحــــــو من الليـــلِ الشـــــروق
...
أضافتْ ، وهـــي ترنـــو فـــــــــي هــــدوءٍ
...................................... كــأنَّ مخاطبــي ، رجلٌ عتـــــــــــــــيق
فهـــلّا ، شــمــــت خيـــرًا مـــن ســــحابٍ
...................................... إذا لم تعقـُــــــبِِ السُّحبَ البـُـــــــــروق
و هـــــل يـزهــــو الربيـــعُ على ريــــاضٍ
...................................... إذا لـــم يمــــلأ الـــــــروضَ الشــــروق
و مــا مــن زهــــرةٍ ، ضاعتْ عبـــــيرًا
...................................... إذا مـــا عـــــزًّ فــــي الـــزهرِ الــرحيق
فــــــلا تفــــــــرحْ إذا أتــــتِ الليـــــــــالي
...................................... و زالــــت كُربــــةٌ ، و انجـــابَ ضيــق
فـــان الدهــــرَ ذو عهـــــــــدٍ خـــــــؤونٍ
...................................... و مــــا للـــدهرِ و الدنـــــيا صـديــــــــق
...
و مــــا للغـــانيـــاتِ إليـــــــــــــكَ حـــــاجٌ
...................................... و قــــد رقّ الضيــــا .. وخبـــا البريــــق
خالد خبـــازة
اللاذقيـة