قصيدة (حوار مع التاريخ)
بقلم. بشري العدلي محمد
أخاف أن يأتي الغد المجهول
يحدثني عن تاريخ بلا أصول
جاءنا و أسرع في الوصول
أضاع كرامتنا في يوم مشئوم
يوم كثيب مجحوم
أناس زوروا سيرتنا ظلما
فأصابوا التاريخ غما
زرعوا في صدره خنجرا
فأنبت الثمر مرا
ملأوا الأرض آثاما
و أكثروا فينا السهام
لوثوا الكون حقدا
جعلوا الباطل عقدا
نحرونا باﻷوهام ظلما
جعلوا الجهل علما
فخاطبت التاريخ مسترحما
لم صرت اليوم مرغما؟
يا من صنعك الآحرار
ساروا علي الجليد و النار
أيها الصقر الجريح المغوار
قاتل البر و البحر و الأخطار
فتت الصخر و قاوم الأشرار
وجهك يحكي ماضينا العريق
و أنا الحاضر و لمجدك غريق
أفديك يا تاجي بكل عقيق
أنسج من حروفي مجدك التليد
و لو صرت من أجله شهيد
تتحدي صمتك الدفين
عبر آلاف السنين
أنا حاضرك فدعني
أرسم فرحك لتغني
أزيل عنك مرارة الأيام
و أعيد لك مجد الأعوام
كي يخرج من الأحلام
فجر جديد يضئ الغمام