*** شغف .. على البحر الكامل ** 29_10_2015
#حسن_علي_محمود_الكوفحي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شَغَفٌ سما وانْسابَ نهراً من هوى
وسقى ثرىً عَبِقاً تدلّلَ واجْتوى
قدْ هامَ قلبي في مراقيهِ لظاً
وغدا يميسُ بإرجوانٍ كالشَّوى
لهَبٌ تمازجَ راعفٌ ألماً سخي
يَقْتاتُ نَبْضاً راعِشاً لا ما ارتوى
سَكَنَ الْعميقَ بِورْدِهِ وَوَريدِهِ
فتمايلَ الْغُصْنُ الرَّطيبُ وما غوى
وجَرَى يُقبِّلُ لاغباً مِسْكاً لَهُ
فأذابَ ناقِعَ شوْقِهِ ثَغْراً كوى
وتناهَبَتْني لُجَّةٌ من فوْحِهِ
وَتَهدَّلَتْ ظُلَلٌ تُظَلِّلُنا سَوى
يا واحةً والمزنُ أشْواقاً لنا
غيثٌ هما فأثارَ نخلاً قدْ ذوى
يا إخْوتي ما الْحبُّ إلّا وَحْدَةٌ
وَتَوَحُّدٌ وقيادةٌ لِذوي القِوى
ما الْحُبُّ إلّا قِبْلَةٌ والْقِبْلَةُ
لا تَرْتَضي لِذِراعِها مَنْ قدْ لوى
أرأيتَ يوماً عاشِقاً رَفَضَ الدَّوا
فيكونُ في حالٍ ككلْبٍ قدْ عوى
يا أُمَّةً ما بالُنا لا نَهْتَدي
ولِدينِنا لا نرْتضي شيئاً حوى
ونسيرُ في نَفَقٍ عَقيمٍ كالّذي
يَجْري بلا قَدَمٍ ولا أرْضاً طوى
شَغَفٌ عَمَى وانْسابَ ويلاً من هوى
أيقونتي عُذْراً فقلبي ما انزوى
هيَّا تعالي وارتدي ثوبَ الدَّمِ
وتَبَخْتَري فَلَطالما قلبي روى
وازَّيَنَتْ معشوقتي وتراقَصَتْ
يا ويحَ رقْصٍ في عراءِ بي ثوى
يا ويحَ عقْلي حينَ مِئْزَرها انفلتَ
كُلّ الْخَريطةِ بِعْتُها عقلي ضوى
هيَّا نُلَمْلِمُ عُرْيَنا معشوقتي
فَثِيابُ عورتِنا تناهبهُ الهوا
صُرّي ثِيابَ الرّقْصِ إنّي هارِبٌ
ولْنمتطِ أشْلاءَ قلبٍ ما ارعوى
يا واحةً والْمزْنُ أشْواكاً لنا
قدْ أمْطرَتْ ويلاً لنا هذا النَّوى
ما عادَ يُقْنِعُني شِعارٌ ساقطٌ
إلّا إذا مِعْيارُهُ عَدْلٌ أوى
هذي بلادُ الْعُرْبِ لْيسَ لها مثيل
قدْ بدَّلَتْ إسلامَها بِرؤى الهوى
معشوقتي يا عِزوتي شيءٌ عجيبٌ
والْحبُّ قطْعاً في فؤادي ما التوى
معشوقتي لا ليسَ حُبَّاً ما جرى
لا حُبَّ والميزانُ ميْنٌ ما استوى
معشوقتي هذا طلاقٌ بائنٌ
عنْ عِشْقِ غيرَكِ رُغْمَ عاديةِ الدَّوى