---------------------------- مناجاة -------------------------
وحبٍّ سَعيتُ اليوم أَبغي وصولَه ........تباريحُ وجْدٍ تاهَ من فيْضها لُبِّي
وأذكرُه دوماً بِصَحبي وخُلوتي.......فيسمَعُني لو كُنتُ في َغيْبَةِ الجُبِّ
ويكشفُ كَربي إن دعوتُ وشِدَّتي..ويُؤنسُني إن كنتُ في شدة الكرب ِ
جميلٌ بوصفي أو عظيمٌ بناظري........يَراني ولكنْ لا يراهُ سوى قلبي
وليسَ لطَعم النوم يَعرفُ حالةً.............تعالى بإجلالٍ ففاضَ من الحبّ
علوتَ بنورٍ في السماء مخلّدٍ..............وفي لأرض أنوارٌ يُضاءُ بها دربي
رأيتكَ في كلِّ الديار مُؤانسي........وفي كلّ نَبتٍ ماجَ في الزَّهر والحَبِّ
وفي جنباتِ الروض شَاهدتُ صُنْعَهُ.وفي الجدولِ الرقراقِ والمَنبع العذبِ
إلهي وما في الخلقِ يا ربِّ خالدٌ...........وليس بباقٍ مِن أعاجِمَ أو عُرب
وأنتَ الذي إن شئتَ تذهبُ بالورى ..وكلُّ أمورِ الكونِ تُنسَجُ في الغيبِ
إليك يفرُّ الخلق حينِ تُصيبهم..........مصائبُ إن زادت تكونُ من الخَطبِ
ولكنَّكَ الرحمنُ إن شئتَ تَمحُها .......وإن شئتَ أبدلتِ المعَسَّر بالرّحبِ
دعوتُك ربي في الرّخاءِ لَعلَّني .......إذا حَلَّ بي جَدبٌ تُهوِّنُ من جّدبي
وأنت ملاذي والشفيعُ لزلّتي ...........وغَيرُكَ ربِّي من سيغفرُ لي ذنبي
ومن يرزُقُ الأطيار في البرِّ إن غَدت.خِماصاً وإذْ تُمسي بِطاناً مع السِّرْبِ
ومن يرزقُ الحيتانَ في البحر شُرّعاً..ومن يَرزُق الدود المُغّيَّبَ في التُّرْبِ
ومن يُنزلُ الأمطارَ إن غارَ ماؤُنا ............فيرسِلُهُ غيثاً مغيثاً من السُّحبِ
ومن يحمِلُ الطيرَ المُعَلَّقَ في السَّما .....يُحلِّقُ شرقاً أو يطيرُ الى الغَربِ
ومَن لجموعِ النّحل أوحي بِبَيتِها ..........لِتصنعَ شهداً بالبُطونِ لما تُجبي
ومن لجموعِ الشّاء يصنعُ مثلَها ........بخيرِ طعامٍ نافَسَ العِلمَ في الطِّبِّ
هو الله ربي ذو الأوامرِ والنُّهى ...........ومن مثلُه أوْلى يُمجَّدُ في الحُبِّ
لهُ حركاتُ الكونِ تنطقُ باسمهِ.......نُسائلُهُ الغفرانَ في الموقفِ الصّعبِ
____________________________________________________
أبو بكر فلسطين 1/11/2015-------------------------