صغيرٌ يعشق الشهادة
قبليه يا شمس !
ألق عليه غمامةً من نور ,
تحفظه من كل أّذىً وعين ,
ومن حرك الثائر المجنون
هنا ليس لنا إلا جنون الشمس
وكبريائها
أما القمر فقد رسم نفسه
على صفحات وجهه
بعد أن عانقه واستأذنه
أن ينوب عنه
في بهائه وسموه
ودع الأرض على غير موعد ٍ
أسبل العينين
وجهه إلى السماء
قتل الخوف في قلوب أترابه
وأدكى الشجاعة في والديه
بعد أن رأوا وجهه الملائكي
مستبشراً
تدافعوا يحملونه على الأعناق
يسوقهم إلى العلا
يحملهم ولا يحملونه
زرعوا على الثرى فوق دمائه
زنبقة ً وقرنفلة
وحقيبة مدرسة
ورسموا على شجرة الزيتون القريبة
بيتاً ومسجداً
وقرآناً بين دفتيه
( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )
ومن بعيدٍ
حمامةٌ تنزف دما
وبموتها سقطت علامات السلام
غصن من الزيتون صار على الركام
من بعد ما زختها فوهة المدافع
والبارود..
يا هذه الأرض ..
أنت الشاهد الوحيد
أرأيت سوسنةً تُموت في مهدها !
أسمعت ؟ ... مقصلة تُهيئ للرضيع !!
هنا في بلاد الطهر
أفواجٌ تُساق ..
حيث المقاصل والمذابح والمحارق
والرماد ...
ويلفنا الصمت العميق
فلا هتاف ولا صريخ
حتى المحافل
والإذاعات العظام
وحتى هيئة الأمم
لا شجب ,لا استنكار
ولا ضجيج
وحتى من أهل الطرب
ومن يُسمون العرب
إلى متى هذا النزيف
أبناؤنا رغم الجراح
لا يهزمون
لأنهم لا يملكون ....
إلا الجساد العارية
يفارقون يُشيعون...
صادقون ..يضحكون
للعهد كانوا منجزيين
ووقاهم ربٌ كريم
شر التقلب في الفتن
وحباهم خير النعم
جنات عدن
وآية ٌكُتبت
على هذه القبور
شهادةٌ ..
وتجارة الخلد التي
لا لن تبور ......
كلمات /هدى مصلح النواجحة