صورة لقاء الاحبة.
لقاء الاحبة
13 ساعة
تابع قصة (كابوس مخيف)ج6
تغتابها العيون وتغتالها،حتى اذا ما خرجت من بيتها، اما عزاء واما شفقة واما شماتة فيها،لا يهمها،فهى فى عالم آخر ،وبعيدة كل البعد عنهم تحتسى كأس فعلته الشنيعة وحدها.
هى فى سبات عميق لا تحتاج أن يوقظها منه احد بل تريد أن تثبت لنفسها ولمن حولها انها ما زالت على قيد الحياة.
أيضا ليست بائسة او يائسة من حياتها، ما زالت تمشى مرفوعة الراس شامخة هامتها ،فهى لا تنسى ذاتها العفيفة الكريمة...العقيمة تجاه مسئووليتها، وتريد ان تحتفظ بها للنهاية.
العجيب أنها ربما بدأت أيضا تفيق لترى نفسها فى صورة أخرى غير ما تعودت عليها رأت نفسها تقف أمام محلات الملابس الفاخرة لترى نفسها فيها وكأنها ملكة تتربع على عرش عارضات الأزياء..تذكرت نفسها فيما يقرب من حوالى عشرة أعوام نسيت فيها تماما أناقتها بل نسيت حتى ملامحها فهى ما عادت حتى تنظر للمرآه نعم هو خطؤها ، تعترف ولكنه خطؤ غير مقصود.
نعم هى من فرطت لتجد نفسها فريسة لمن هو أقرب اليها حتى من ذاتها،
الآن تنعى نفسها فى طامتها الكبرى.
الآن ويبدو أنه فات أوانها...ولكنها تجربة تحاول أن ترضى بها نفسها وتعلم أنها دون جدوى.
معذرة ؛فهى مسئولة عن بيتها :عملها فى احدى المصالح الحكومية ،زوجها وأيضا استعدادها لرعايتهم رعاية تامة هى تشعر بالسعادة القصوى اذا ما سعدوا خاصة اذا أحست أنها سببا فى هذه السعادة ،لم تعط فرصة لأحد أن ينبهها أن تنتبه لنفسها ولو بالقليل، الرضا كل الرضا بداخلها لاتريد من الدنيا سوى لم شمل أسرتها حواليها وهم فى أتم حال...ولكن ماذا تفعل مع هذا الطوفان عظيم الشأن الذى دخل عليها فجأة دون استعداد منها.هى تروى لنفسها، نفسها فقط ،مخاوفها ، تخبتىء دموعها ويأبى كبرياؤها أن يشعرها بالهزيمة ماذا تفعل؟ بداخلها كم من الأسئلة التى لا يوجد لها اجابات فهى الآن مغلوبة على أمرها ،ما عادت السيدة الأولى ولا الكلمة كلمتها وما عادت تثق فى من يسمى (كبيرها).
فجأة تأتيها فكرة،ربما هى قلة حيلة ولكن ما بيدها حيلة غيرها(هل تذهب اليها؟وهل تخضع؟ تعلم أنه ضعف ولكن الضعف الحقيقى فى نظرها خسرانها لحياتها كاملة.
استنفدت كل طاقتها معه فلم يعد أمامها الا هى..فهى جارتها منذ عشرة أعوام ربما يتبدل بها الحال اذا ما ذهبت اليها ..ليس خضوعا أو استسلاما ولكنه خوف من القادم.
يذهبالى عمله فى الصباح الباكر فتسرق وقتها وتذهب اليها دون تردد منها لتطرق بابها...الاحلى من ذلك كله انها لم لم تفتح هى الباب ...فهناك من يصغرها سنا تقوم بخدمتهاوتقول لها تفضلى يا (....)هى تعلم أنها قادمة فقد سبقت طرقات بابها مسامع أذنها لتنظر من وراء الشباك وتعلم ما بداخلها وما بقرارة نفسها من مجيئها لتسعد وتحس بالنشوة ليس لها مثيل.
نعلم أنها ما لجأت لاختطافه من جميع من حوله الا ليعلو شأنها وتنسى ماضيها المشوه بعلاقتها بشخص مثله تصعد على أكتافه ليكون سندا له.
ليته يعلم الحقيقة ليته يصدق حقيقتها فما عميت عيناه الا عنها...ما عاد يدرك من الدنيا الا النظر اليها للاستمتاع بها وكأنه ما رأى قبلها من النساء.
وأخيرا تنال منها وتنال منه،فالذهاب اليها ربما هو أولى
خطوات الانتصار لديها...طرقات الباب مع صوت الجرس يطرب له آذانها...لتعطى الأوامر بفتح بابها...ولكنها تتذكر شيئا ربما لم يكن فى الحسبان .المهم...
أصرت أن تعاملها كضيفة...تجلس فى حجرة الآنتريه بأمر ممن فتحت الباب وتنتظر ليس قليلا وتخرج هى بزيها الرسمى كما لو كانت ستقابل أحد الضيوف المهمة...الآن تتضح البينه وتعلم أنها ربما أخطأت فى مجيئها ولكن الأخرى بحناكتها وذكائها تدير عقلها لتصر بداخلها أنها ما جاءت الا لأداء مهمة رسميه تتسم بالجراءة والجرأة وتجلس أمامها شامخة لتعلن أنها ماجاءت الا لتعلمها أنها لم ولن تفرط فى حقها فهو حصاد عشرون عاما نفدت فيهم كل طاقتها وتريد أن تحصد وحدها...الاخرى استمعت وفهمت الرسالة لتنظر اليها بعين تتقلب يمينا ويسارا من الغيظ وربما خزى وعار...تعدها بأنها ستبتعد تماما فهى بالنهاية أم مثلها
هذا ما قالته بالنص لها دون تحريف أو تجاوز:-(انت جارة الهنا يا أم .....واطمئنى ..أنا أم لبنتين واخشى عليهما من أى رجل مهما كان سيظل غريبا عنهما)
لم يطمئن بالها بما سمعت، ولم تصدقها، لانها تعى تماما أنها أوقعته بشباكها ومالها أن تحيد.
خلص الكلام بينهما ولكنها علمت من نظرات عينيها أنها لن تفلته أبدا من بين يديها.
تعودالى بيتها وقد ترقرقرت عيناها بالدموع الملحوظة وتتمنى انه لو لم يرها أحد حتى لا يتهموها بالجنون .
ولكنها سرعان ما تتذكر شيئا لتتعجب منه اشد العجب ويعود اليها عقلها يفكر بالأمر بجدية تامة...فهى مالبثت أن خرجت من بيت(.....) لترى أباها يهرول مسرعا وهو يتكىء على عكازه ولكنه لم ينظر اليها فهو ما رآها من قبل كما أنها لم تره أبدا ولكنها عرفته بحدسها الزائد وأدركت فى الحال سبب مجيئه فتمنت لو لم تكن تنصرف ، فهى تود مقابلته التى طالما حذرها منها الناس نظرا لاشتهاره بالدجل فما كان منها الا أن تنسى كل همومها وتفكر بجراءة فى مقابلة هذا ( الدجال ) على انفراد.
(يتبع)
بقلمى // الهام شرف